
إيمان اليعقوبي
لمعالجة اكتئاب عانت منه بعد وفاة زوجها، قررت امرأة أمريكية زيارة المغرب مع أبنائها الذين وقعوا في حب البلد. عادت لبلدها، وباعت كل ما لديها، واستقرت هنا، وبعد أقل من سنة أعلنت إسلامها، وفي كل يوم تقول إنها شاكرة لله على وجودها هنا.
شاب بريطاني تعرف على المغرب ووقع في حبه، وتحول لمؤثر معروف يقضي من أيام سنته أكثرها في المملكة. صام رمضان السنة الماضية وهو غير مسلم في المغرب، وأعلن إسلامه قبل دخول الشهر الفضيل، ليعبر كل يوم عن سعادته وامتنانه للأسر المغربية التي تدعوه للإفطار عندها، وتكرمه بتحضير وجبته المفضلة له وهي البسطيلة بالدجاج.
شاب مغربي يزور سيرلانكا ويلتقي ببائع ذهب عليه ملامح سيريلانكية، لكن حينما يعلم البائع أن السائح مغربي، يخبره بأن أصله مغربي كذلك وأنه ينتمي للمغاربة الأوائل الذين زاروا البلد وأدخلوا الإسلام إليه. فإن كنا كمغاربة نعلم أننا من أدخلنا الإسلام للمالديف، فإن قليلا منا من كان يعلم بأمر سيريلانكا. ولكننا نعلم أن الإسلام أنار دولا عديدة في إفريقيا بفضل المغاربة، وجنوب أوروبا كذلك. فما كان من الدول الإفريقية إلا أن يواصل أئمتها لحد الساعة الدعاء لملك المغرب عند كل صلاة جمعة بصفته إماما لهم.
في المسجد قبل قليل وقبل صلاة التراويح، يثني الإمام على جهود المصلين. فيشكرهم أنه حين طلب الماء، توفر له بكميات كبيرة، حتى أن أحدهم تبرع للمصلين بسقاية تقليدية على شكل نافورة توفر الماء مجانا للمصلين. كما أثنى على إقبال الأسر الاستثنائي على دروس تحفيظ القرآن للأطفال.
في أوروبا أكثر بنائي المساجد مغاربة، وهم أكثر من يعمرها، ويصلي بأهلها، بل ويفتحها خلال رمضان للصائمين من باقي الجنسيات، حتى أن يمنيا قال يوما: “لولا المغاربة ما تحملنا الغربة في هذا البلد”. ثم يذخر فلسطيني كل رمضان ليتجول عبر هولندا بمدنها المتعددة ليصور ما يقوم به المغاربة من جهد في رمضان في إفطار الصائمين وإقامة الصلاة.
وهل سيكون هؤلاء الحفدة إلا خلفا لأجدادهم المغاربة الذين كانوا أول من أقام صلاة جماعة في أوروبا، وأول من أدخل لها الأكل الحلال، وكان ذلك في أواخر 1600 حين زار عبد الواحد بن مسعود بن عنون، سفير المولى أحمد المنصور الذهبي، انجلترا مع وفد من 17 فردا وكانوا يحملون معهم أكلهم ويصلون باتجاه القبلة.
الخلاصة: ما يمكن أن نفخر به نحن كمغاربة في خدمة الدين كبير. ورمضان مناسبة لنفخر بهذا الإرث ونسعى لإحيائه.
اللهم في هذا الشهر الفضيل، إن لنا كمغاربة ودائع عندك من الأجر والوقف ورعاية الدين وحفظ القرآن، وإحياء سنة نبيك الكثير، وإن فخرنا بهذا لهو من قبيل التقرب إليك، ونشر شعائرك، وتوريثها لباقي الأجيال، ليس فيها رياء ولا من. اللهم احفظ هذا البلد بما تحفظ به كتابك العزيز، واهد أهله، وتقبل صالح عملهم، واجعل وطننا منارة لعلمك وشريعتك، واحفظ أبناءه وسكانه وولي أمرهم واجعله بلدا مستقرا آمنا رخاء، فإن رسالتك تحتاج للاستقرار لتستمر وتزدهر.
ــــــــــــــ
العنوان من اختيار الموقع. رابط صفحة الكاتبة على فيسبوك
المصدر : https://dinpresse.net/?p=24017