14 سبتمبر 2025 / 09:45

مؤرخ إسرائيلي: استمرار الحرب في غزة جزء من فوضى عالمية

محمد بن جامع. باحث تونسي

يوفال نوح هراري مؤرخ وفيلسوف إسرائيلي اكتسب شهرة عالمية بفضل مؤلفاته الفكرية التي تمزج بين التاريخ والأنثروبولوجيا والفلسفة، وتطرح أسئلة كبرى حول الإنسان والمستقبل. من أبرز كتبه:

– «العاقل: تاريخ موجز للجنس البشري»، الذي يستعرض رحلة الإنسان منذ فجر التاريخ حتى العصر الحديث،

– «العاقل: تاريخ موجز للمستقبل»، الذي يناقش احتمالات تطور البشرية في ظل الذكاء الاصطناعي والتقنيات البيولوجية،

– «21 درسا للقرن الحادي والعشرين» الذي يتناول التحديات الراهنة مثل صعود القوميات، الذكاء الاصطناعي، والأزمات البيئية والسياسية.

هذه الأعمال تُرجمت إلى عشرات اللغات وبيعت منها ملايين النسخ، مما جعل هراري واحدا من أبرز المفكرين المعاصرين وأكثرهم تأثيرا في النقاشات حول مصير الإنسانية.

أدى هراري بعدد من التصريحات والأفكار حول الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة، خصوصا منذ هجوم 7 أكتوبر 2023.

 

  1. الضحايا والروايات المزدوجة

– هراري يشير إلى أن هناك خوفا متبادلا لدى الإسرائيليين والفلسطينيين من اختفاء الآخر، وأن كلا الشعبين لهما الحق في كرامتهما ووجودهما، وأنه من الممكن – بل ضروري – الاعتراف برغبات الطرفين في العيش بأمن وكرامة.

 

  1. الضرورة الأخلاقية والقانونية لضمان حماية المدنيين

– هراري يؤكد أن عمليات القتال ضد حماس يجب أن تراعي القانون الدولي، وأنه لا يبرر قتل المدنيين الأبرياء.

– يحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية أخلاقية وسياسية، خاصة تجاه الأوضاع الإنسانية والحقوقية للفلسطينيين.

 

  1. خطر الانتقام الأعمى والحكومة الحالية

– يستخدم هراري مثل “سامسون” (شخصية من الأساطير الكتابية) ليعبر عن توجه الحكومة الإسرائيلية الحالي، قائلا إنها قد “تسقط الأسقف على رؤوس الجميع من الفلسطينيين والإسرائيليين” في سعي الانتقام، مما يعرّض إسرائيل لخطر وجودي.

– يرى أن السياسات التي تركز على الانتقام أكثر من الأهداف السياسية الاستراتيجية (مثل بناء السلام، تأمين الحدود، تشكيل تحالفات إقليمية) هي سياسات قصير نظر وربما مدمّرة.

 

  1. السلام كخيار إنساني وسياسي

– هراري يقول إن الحرب ليست “قانون الطبيعة” بل خيار بشري، وأنه في أي وقت يمكن اختيار السلام بدلا من العنف.

– يدعو إلى “إفساح مكان للسلام” حتى أثناء الحرب، خصوصا من قبل المجتمع الدولي الخارجي وغير المتضرر المباشر، للمساعدة في الحفاظ على الأمل وتخفيف التصعيد.

 

  1. النقد الداخلي للحكومة والشخصيات السياسية

– ينتقد نتنياهو وتحالفه، ويقول إن السياسات التي يتبنونها قد تكون مدمّرة لإسرائيل على المدى الطويل.

– يحذر من صعود التيارات القومية المبالغ فيها، التي ترى التميز الوطني أو الديني كأعلى من المساواة والحقوق المشتركة. يرى أن الوطنية يمكن أن تكون شيئا إيجابيا، لكن حين تتحول إلى قومية متعالية، فإنها تصبح خطرة.

 

  1. خطر اتساع النزاع وتأثيره العالمي

– هراري حذر من أن الحرب في غزة وإن كانت محصورة الآن، إلا أنها يمكن أن تتوسع إقليميا، خصوصا في ظل التوترات مع إيران وحزب الله وغيرها.

– كما يرى أن النزاع هذا جزء من فوضى عالمية أوسع بعد كوفيد، الحرب في أوكرانيا، وأزمات متعددة، وأن العالم بحاجة لإعادة بناء “النظام” وإيجاد استقرار.

 

  1. الأثر الروحي والهوية اليهودية

– في مقال حديث، هراري يتحدث عن ما سماه “كارثة روحية” للديانة اليهودية إذا استمر المسار الحالي، بمعنى أن القيم التي يُفترض أن تقوم عليها إسرائيل كدولة ديمقراطية تدخل تحت ضغط شديد من سياسات العنف أو الانتقام.