12 يوليو 2025 / 14:08

مؤتمر دولي في فاس حول “منهج التزكية بناء للإنسان وحماية للأوطان”

رشيد المباركي. دين بريس

تحتضن العاصمة العلمية فاس المؤتمر العالمي الخامس الذي ينظمه المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية، تحت شعار “منهج التزكية: بناء للإنسان وحماية للأوطان” وذلك يومي 12 و13 غشت 2025.

وحسب أرضية المؤتمر، فإن هذا اللقاء العلمي الدولي، يندرج في سياق تجسيد “روح المؤتمر في وطنيته الظاهرة، إذ يربط بين إصلاح الإنسان من الداخل عبر تزكية النفس وترسيخ الأخلاق، وبين حماية الوطن وصيانته من مظاهر الغلو والتطرف والانحلال القيمي، في ظل الأزمات والتحولات التي يعرفها العالم المعاصر”.

تضيف الأرضية أيضا، أنه “من قلب فاس، هذه المدينة التي ظلت عبر العصور منارة للعلم والتربية الروحية، ينطلق هذا المؤتمر ليعيد الاعتبار للتصوف الأصيل كقوة تربوية وحضارية قادرة على تحقيق الأمن الروحي، وبناء الإنسان المتوازن القادر على خدمة وطنه، وحماية المجتمع من الانحرافات والسلوكيات المدمرة”.

يرى المنظمون حسب الورقة نفسها أن “أغلب مشكلات العالم اليوم تنبع من غياب التزكية وانهيار المنظومة الأخلاقية لدى الإنسان، الذي تحول في كثير من الأحيان إلى مصدر تهديد لنفسه وأسرته ومحيطه، بدل أن يكون عنصر رحمة ونفع كما أراد له خالقه، مسترشدًا بنماذج السلوك النبوي الرحيمة التي تصنع إنسانًا متوازنًا محبًا لوطنه ومجتمعه. ولهذا، فإن التصوف بمنهجه التربوي لا يكتفي بدعوة الناس إلى الزهد أو العزلة، بل يقدم مشروعًا عمليًا يعيد بناء الإنسان داخليًا، ويطهر النفس من الأهواء والصفات الظلمانية كالكبر والحقد والأنانية، ليصبح الإنسان فاعلًا إيجابيًا في حماية وطنه واستقراره، ويعيد التوازن المفقود في المجتمع، ويحقق الأمن الروحي الضروري لتحقيق الأمن الحضاري”.

جدير بالذكر، أن المؤتمر الذي يُنظم في فاس والذي يحمل بالتالي يحمل بعدا وطنيا في ظل السياق المغربي الذي جعل من إمارة المؤمنين صمام أمان لوحدة العقيدة والمذهب، والحفاظ على الوسطية الدينية التي رسخها العلماء والصالحون الذين أنجبتهم هذه المدينة، فإنه ــ المؤتمر ــ يفتح المجال أمام الباحثين والأكاديميين والمهتمين من داخل المغرب وخارجه لمناقشة قضايا جوهرية مرتبطة بمنهج التزكية، باعتباره مشروعا وطنيا وإنسانيا يربط بين التربية الروحية والتنمية الاجتماعية، ويحمي الشباب من الانجراف نحو العنف والتطرف أو الانسياق وراء أنماط العيش الاستهلاكي والانحلال الأخلاقي.