“لوموند”: من كثرة عدم رؤيتها لشيخوختها، فرنسا تخاطر برؤية نظامها الاجتماعي ينهار
رشيد المباركي
كشفت صحيفة “لوموند” أنه في مواجهة صدمة ديموغرافية متوقعة، وبسبب نقص الرؤية الواضحة والعمل التوعوي الضروري، انتهى الأمر بالديماغوجية أن تطغى على الحقائق.
“فرنسا بلد كِبار السن، يظن نفسه كشباب”، هذه العبارة لماكسيم سبايهي، المدير الاستراتيجي لنادي لاندوي، وهو مركز دراسات حول الديموغرافيا، تلخص، حسب الصحيفة، التفكير الفرنسي غير المأخوذ بعين الاعتبار بشأن أحد أكبر التحديات التي تواجه البلاد لعقود قادمة. في مواجهة صدمة ديموغرافية متوقعة، لجأ قادتنا إلى سياسة النعامة.
كما هو الحال في عدة ملفات، تضيف “لوموند”، فضّلت فرنسا تصوير نفسها بشكل مثالي بدلا من النظر إلى الواقع: كان لديها أكثر العمال إنتاجية، وأفضل نموذج اجتماعي، ولم تكن خدمة الدين مشكلة، وكان الفرنسيون ينجبون أطفالا أكثر من الآخرين. كل هذا ما كان ليجعل فرنسا تنظر إلى المستقبل بثقة وتضع القضايا المثيرة للجدل تحت السجادة.
لم ترغب البلاد في الاعتراف بأنها ليست محصنة ضد الشتاء السكاني، بل أن الظاهرة، ببساطة، ستكون مؤجلة زمنيا. من هذا المنظور، يمثل عام 2025 نقطة تحول. ولأول مرة منذ عام 1944، من المتوقع أن يتجاوز عدد الوفيات عدد المواليد ــ الذين قد يكونون الأقل منذ ثمانية عقود ــ بينما زاد عدد السكان خلال هذه الفترة بمقدار 30 مليون نسمة. وأخيرا، هناك الآن عدد أكبر من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما مقارنة بمن هم دون 20 عاما. بدلا من الانشغال بأوهام “الاستبدال الكبير”، سيكون من الأفضل للبعض أن يقلقوا بشأن الشيخوخة الكبيرة.
ــ أضافت الصحيفة أن الاستيقاظ يكون أكثر صعوبة كلما تأخر الوقت. لقد حققت فرنسا إنجازاً بمناقشة إصلاح نظام التقاعد منذ ست سنوات، دون أن تتمكن من الاتفاق على الحقيقة الديموغرافية الواضحة التي تفرض نفسها على البلاد.
التعليقات