أصدرت هيئة الأساقفة التابعة لكنيسة إنجلترا، بالأمس، بيانا شديد اللهجة، عبرت فيه عن مشاعر “الحزن والغضب والأسى” التي تشاركها مع الشعب الفلسطيني، عقب الهجوم الذي استهدف مستشفى الأهلي في غزة، والذي تشرف عليه أبرشية القدس الأنجليكانية.
ونددت الكنيسة بكون الهجوم وقع يوم أحد الشعانين، الذي يمثل بداية الأسبوع المقدس لدى المسيحيين، كما تزامن مع عيد الفصح اليهودي، معتبرة أن الاعتداء على المستشفى المسيحي الوحيد في غزة، وللمرة الخامسة منذ أكتوبر 2023، يمثل انتهاكا صارخا للكرامة الإنسانية والحق في الحياة.
وأضاف البيان أن طاقم المستشفى، الذي سبق لعدد من الأساقفة زيارته، قدم رعاية بطولية للمرضى لأكثر من 18 شهرا في ظروف وصفت بـ”الفظيعة”.
وأكدت الكنيسة أن استهداف المستشفيات والمنشآت الصحية والطواقم الطبية لا يمكن تبريره بموجب القانون الدولي الإنساني، داعية إلى حماية العاملين في القطاع الصحي في جميع الأوقات.
وعبرت الكنيسة عن أسفها لعدم تقديم الحكومة الإسرائيلية لأدلة دامغة تبرر ادعاءاتها باستخدام المستشفى كمركز قيادة من طرف حركة حماس، ودعت إلى فتح تحقيق مستقل وشفاف في هذه المزاعم، وفي ظروف الهجوم ذاته، خاصة مع المهلة المحدودة التي أُعطيت لطاقم المستشفى والمرضى للإخلاء، وهو ما اعتبرته الكنيسة “انتهاكا إضافيا للكرامة والحقوق الإنسانية”، مشيرة إلى وفاة طفل متأثر بإصابته أثناء الإخلاء القسري.
كما شددت الكنيسة على أن “الحل العسكري لن يُنهي المأساة”، مؤكدة أن “الطريق البديل يمر عبر وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن دون شروط، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى سكان غزة”.
وختمت الكنيسة بيانها بدعوة الحكومة البريطانية إلى تكثيف جهودها الدبلوماسية لحث إسرائيل على الالتزام بمقتضيات القانون الدولي الإنساني، مؤكدة أن “لا دولة تملك الحق في تجاوز هذه القوانين”.
كما ناشدت جميع أبناء الكنيسة في إنجلترا والعالم إلى مواصلة الدعاء ودعم الحملة الإنسانية لفائدة مستشفى الأهلي، داعية إلى العدالة والسلام لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، وإلى الأمل والأمان لكافة شعوب الأرض المقدسة.