نقد كتاب “أوثان السلفية التاريخية” لعبد الخالق كلاب (1)
الموقف بين المعرفي والاستراتيجي والتكتيكي
بقلم: محمد زاوي
#ملتقى_النظر
اطلعت على كتاب “أوثان السلفية التاريخية” لمؤلفه عبد الخالق كلاب؛ فوجدت أنه كتاب لا يخلو من فائدة لمن أحسن القراءة.. إلا أن الخطأ المعرفي الذي يسقط فيه الكتاب، والذي يرتبط -للأسف- جوهريا بأطروحته؛ هو: “الحكم على تاريخ الدولة بالعِرق”. فقرات عديدة من كتاب عبد الخالق كلاب تثبت وجود الدولة بوجود عِرق بعينه (العرق الموري/ الجينات المورية)، والحقيقة أن الدولة لا تثبت بذلك وإن كان يدخل في تكوين شعبها، الدولة تثبت بالعناصر المشكلة لوحدتها الاجتماعية والسياسية والإيديولوجية.. وعندما نتحدث عن العربية في هذا الإطار، لا نتحدث عن لغة تسيطر على وجدان الناس وتحرِمهم خصوصياتهم اللسانية القديمة، وإنما عن “لغة دولة ووحدة سياسية”، شأنها في ذلك شأن الإيديولوجيا الدينية الجامعة (الإسلام).. وعليه فإن التناقض بين العربية والأمازيغية لا يخدم مصلحة المغاربة دولة ومجتمعا، بل لا يحصل على نفس المستوى (السياسي) إلا اصطناعا وخطئا..
موقفنا العام من خطاب الكتاب:
-معرفيا؛ يحتاج إلى إعادة النظر بخصوص عدم التمييز بين الحقيقة التاريخية والحقيقة الأنثروبولوجية. وهو خطأ لم نجده عند عبد الخالق كلاب وحده، بل عند عدد من المتحدثين في الأمازيغية كأحمد الدغرني وأحمد عصيد وآخرين.
-استراتيجيا؛ المغاربة في حاجة إلى تعزيز الوحدة السياسية والإيديولوجية لدولتهم، بما يعنيه ذلك من استيعاب لكافة الخصوصيات الثقافية واللسانية ضمن هذه الوحدة.
-تكتيكيا؛ الوحدة العربية الإسلامية بما هي أساس للدولة المغربية لا تنفي خصوصية الذهنية المغربية ومنطقها في السياسة والثقافة والاجتماع. التاريخ العربي والإسلامي العام لا ينفي التاريخ المغربي الخاص. من هنا تأتي أهمية الردع الإيديولوجي لمشاريع الإلحاق السياسي للشرق أو الغرب تحت أقنعة من القول الإيديولوجي الدخيل!
(يتبع)