قلاقل سؤال الهوية في المنطقة العربية
نايف العفيفي
لم أرَ بلدا عربيا يعيش قلق الهُوية مثل مصر، فطه حسين يقول نحن من أوروبا، والشيخ كريمة يقول إن المصريين من الحاميين مثل الأمازيغ والأفارقة، وعبدالناصر رفع شعار القومية العربية من قبل، وتراهم ينتسبون للحضارة الفرعونية ويفتي وزير الأوقاف بأنها حضارة موحدة، وكأن التوحيد وحده هو الإيمان فكم من موحد وهو يعبد آلهة غير الله الذي يصفه المسلمون.
مطلوب من الأفاضل في مصر، تحديد الوجهة. فهذا عنوان ضياع في الهُوية أخص خصائص الذات.
وإذا نظرنا إلى الأطروحة المركزية في كتاب “الهويات القاتلة” لأمين معلوف نجد أنها “الهوية ليست جوهرا ثابتا بسيطا، بل هي تركيب تراكمي من انتماءات متعددة، وأن الخطر يبدأ عندما تُختَزل الهوية في انتماء واحد يُستحضَر بشحنة انفعالية فيتحول إلى هوية قاتلة”، وهذا يدعونا إلى ان نفهم ما يلي لفهم وتفكيك مكونات الهوية:
1 تحليل بنية الهوية:
يرى معلوف أن الإنسان ليس مسلما فقط، ولا عربيا فقط، ولا مسيحيا فقط… بل يحمل طبقات متراكمة (لغة – قومية – دين – ماضي – تجارب – بيئة – ثقافة – خيارات شخصية).
2 منطق الانتماء الأوحد:
الشعور بالتهديد يجعل الأفراد يختزلون هوياتهم المعقدة إلى انتماء واحد، وهو ما يجعل الهوية “قابلة للقتل والاقتتال”.
3 العالم المعولم:
العولمة تعطي الشعوب إحساسا بالتهديد والذوبان، فتلجأ إلى التشدد في الهوية، فتتحول إلى “هوية قاتلة”.
الخيار أو البديل عند أمين معلوف:
هوية إنسانية تتعايش فيها الانتماءات دون صدام، مع تربية على قبول الذات المركب، ومن أكثر البلدان التي ينطبق عليها هذا هي مصر، فهي بلد تعرض لاختلاط كبير مع كثير من الأعراق، فقد حكمة الهكسوس، والبيزنطيين، والعرب، والترك، واختلطت أعراق كثيرة على ترابها، وأن الانتماء الأوحد سيضر بفهم الذات المتعددة الهويات والله من وراء القصد.
التعليقات