محمد عسيلة ـ استاذ باحث، رئيس جمعية العائلة المغربية للثقافة و الشباب – ألمانيا
انتهت الندوة في اعتقادي موشومة بداية و نهاية بالعار و الظلم و الاستهتار بقيمة و مكانة المملكة المغربية التاريخية و الاقتصادية و الجيوسياسية و الروحية في التنمية و بناء السلم و السلام في المنطقة و تم الاقرار بعدة تعهدات منها كما ورد في الاعلان “ضرورة تصحيح الظلم التاريخي ضد أفريقيا فيما يتعلق بتمثيلها في مجلس الأمن ، و تأكيد الدعم للتمثيل الأفريقي الكامل في مجلس الأمن ”
عن أي ظلم يتحدثون و هم يجلسون مع الظالمين الذين تنكروا في غلس الظلام الى المملكة المغربية و حبكوا مناورات صبيانية وعدائية ضد الثوابت المغربية بعمل على مضاعفة المواقف والأفعال السلبية المستهدفة للمملكة المغربية ومصالحها العليا وذلك بعد تخصيص الرئيس التونسي استقبالاً رسمياً لزعيم الجبهة الانفصالية.
على طوكيو و الدول الافريقية الصديقة تصحيح هذا الظلم التاريخي ضد المملكة المغربية لتستقيم الرؤية، لأن بدون المغرب ستبقى كل هذه “التعهدات ” و “الاتفاقيات” عرجاء و بإقحام الكيان الانفصالي كشوكة في حنجرة هذه التنمية ستبقى كل هذه التعهدات حبرا على. ورق.
فقد صار للمملكة رصيد من المصداقية في غرب ووسط أفريقيا، فهي أول مستثمر فيه، ولها حضور قوي على المستوى الدبلوماسي والديني.
فالهندسة السياسية لتوجه المملكة المغربية نحو أفريقيا عرفت و مازالت تعرف تحولات كبيرة، وتعطي إشارات سياسية واضحة وقوية حسب محللين سياسيين بأن المملكة المغربية تراهن على دورها الاستراتيجي في مد جسور التواصل مع بقية الدول الأفريقية، فبلدنا و لله الحمد اختار تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده -اختار- التوجه نحو عمقه الأفريقي للمساهمة الفعالة في التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي لكل الأفارقة وأن هذا التوجه تكلل بتعزيز المغرب لشراكاته الاقتصادية و توجه دولي للاسهام في الاستقرار المرتبط بتحديات الهجرة و التطرف و المناخ في عقده لمؤتمرات و قمم تعند توصياتها و التزاماتها على الانسانية جمعاء.
بُعد اقتصادي، عبر تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية جنوب – جنوب، بالتركيز على استثمار ما تتوفر عليه أفريقيا من مقومات ذاتية.
بعد روحي لتقوية السلم و الاستقرار، بعد كوني بإمارة المؤمنين كثابت من الثوابت الدينية المشتركة لساكنة المغرب وإفريقيا المسلمة؛ هي الخيط الناظم لما قامت به إمارة المؤمنين من وظائف؛ لتحقيق الوحدة اتجاه العناصر الأساسية المكونة للهوية الدينية؛ العقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي، والتصوف السني الجنيدي.
فلهذا أرى شخصيا ان هذا التهافت هلى عقد هذه الندوة في غياب المغرب استهتار كامل بهذا الكنز و المجهود و التضحيات و المكانة الذي تتوفر عليه المملكة لبناء الاستقرار و تحقيق النماء و التنمية في القارة الافريقية و السلم و السلام في المنطقة الاوروبية.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=18339