دعت دراسة استراتيجية حديثة نُشرت من قبل الباحثة “زينب ريبوع” إلى ضرورة تصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي أجنبي (FTO) من طرف الولايات المتحدة، معتبرة أن الجبهة لم تعد مجرّد حركة انفصالية، بل باتت جزء من شبكة إقليمية تهدد الأمن والاستقرار في شمال وغرب إفريقيا، وتخدم مصالح قوى دولية معادية للمصالح الأمريكية مثل إيران، روسيا، والصين.
وتشير الدراسة إلى أن البوليساريو، التي تأسست في الجزائر سنة 1973، تتجاوز في ممارساتها المعايير القانونية الأمريكية المطلوبة لتصنيف منظمة كإرهابية، إذ تقوم بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة، وتحوّل المساعدات الإنسانية لتمويل بنيتها المسلحة، وتتعاون مع تنظيمات إرهابية مصنفة مثل “حزب الله” و”العمال الكردستاني”، كما تستفيد من دعم عسكري مباشر من الحرس الثوري الإيراني عبر الوساطة الجزائرية.
وسجلت أن الجبهة تستغل مخيمات تندوف في الجزائر لتجنيد الشباب وتعبئتهم أيديولوجيا، وسط تقارير حقوقية عن انتهاكات جسيمة تشمل التجنيد القسري وتقييد الحريات، كما أوردت تورط شخصيات من البوليساريو سابقا في تأسيس تنظيمات إرهابية مثل “داعش في الصحراء الكبرى” الذي قتل جنوداً أمريكيين في النيجر سنة 2017.
وتبرز الدراسة كيف أن دعم الجزائر للجبهة يتقاطع مع تحالفات جيوسياسية تضم موسكو وطهران وبكين، في وقت يعزز فيه المغرب تحالفه مع الولايات المتحدة باعتباره حليفا رئيسيا خارج الناتو.
وتؤكد أن تصنيف البوليساريو تنظيما إرهابيا من شأنه أن يضعف محاور زعزعة الاستقرار في المنطقة، ويقوي مواقف المغرب الدبلوماسية، ويؤكد الالتزام الأمريكي تجاه شركائه الاستراتيجيين.
يُذكر أن عددا من المسؤولين الأمريكيين، بينهم السيناتور ماركو روبيو والنائب جو ويلسون، أبدوا دعمهم لمبادرة المغرب بشأن الحكم الذاتي، كما تعهّدوا بدفع تشريعات تستهدف الأنشطة الإرهابية للبوليساريو، خاصة في ظل تزايد تهديدات الجماعات المسلحة في منطقة الساحل الأفريقي.