أقرت كنيسة إنجلترا، أمس الإثنين، خلال اجتماع الهيأة العامة في مدينة يورك ببريطانيا، خطة شاملة لتعويض ضحايا الانتهاكات المرتكبة داخل الأوساط الكنسية، وذلك في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة في تاريخ الكنيسة من حيث حجم الاعتراف والالتزام بجبر الضرر.
وتهدف هذه الخطة إلى تعويض الناجين من مختلف أشكال العنف والانتهاكات التي ارتُكبت على يد رجال دين أو مسؤولين يمثلون الكنيسة، وتشمل الاعتداء الجنسي والجسدي والنفسي والروحي، إضافة إلى الإهمال والاستغلال المالي.
وتغطي الخطة، التي خُصص لها غلاف مالي أولي قدره 150 مليون جنيه إسترليني، منح تعويضات مالية تبدأ من 5 آلاف جنيه وقد تصل استثنائيا إلى 660 ألف جنيه، تبعا لظروف كل حالة.
وتنص الخطة على تقديم اعتذار رسمي من الكنيسة، والاعتراف بالأخطاء الجسيمة التي ألحقت الأذى بالضحايا، إلى جانب توفير دعم نفسي وروحي وخدمات علاجية للمتضررين، ضمن مسار مستقل عن إدارة الكنيسة، بإشراف لجنة مختصة من خارج هياكلها.
وقد جاء اعتماد الخطة بعد سلسلة من التحقيقات والتوصيات التي أصدرتها لجنة التحقيق المستقلة في الانتهاكات الجنسية ضد الأطفال (IICSA)، والتي خلصت إلى أن المؤسسة الدينية شكلت في كثير من الحالات “بيئة آمنة للمعتدين”، وسط غياب آليات للمساءلة.
ويُنتظر أن يُطلق الموقع الرسمي الخاص باستقبال طلبات التعويض يوم 18 يوليو الجاري، لتمكين الضحايا من التسجيل المسبق وتلقي الإشعارات المتعلقة بموعد التفعيل الكامل للبرنامج، الذي لن يدخل حيّز التنفيذ إلا بعد مصادقة البرلمان البريطاني والتصديق الملكي.
وتُعد هذه الخطة من أوسع المبادرات الكنسية لمعالجة مآسي الاعتداء داخل المؤسسات الدينية في أوروبا، وتأتي في سياق محاولات كنيسة إنجلترا إصلاح صورتها واستعادة ثقة الرأي العام بعد عقود من الصمت والإفلات من المحاسبة.
تابع آخر الأخبار من دين بريس على جوجل نيوز
تابع آخر الأخبار من دين بريس على نبض
