كاليكوت/ الهند:
درس الأكاديميّ الهنديّ عباس ب. م الأستاذ المساعد في الكليّة الحكوميّة في بالوشيري في الهند التّجربة الإبداعيّة في مسرح الأديبة د. سناء الشّعلان (بنت نعيمة) في ورقة بحثيّة قدّمها في فعاليّات النّدوة الوطنيّة بعنوان “آليّات السّرد فى مونودراما “خرافيّة سعديّة أمّ الحظوظ” للكاتبة الأردنية سناء الشعلان”، وقد عُقدتْ هذه النّدوة في قسم اللّغة العربيّة في جامعة كاليكوت في كاليكوت في الهند.
يُذكر أنّ مسرحيّة (خرّافيّة سعديّة أمّ الحظوظ) هي مسرحيّة منشورة للأديبة د. سناء الشّعلان (بنت نعيمة) ضمن المجموعة المسرحيّة (سيلفي مع البحر) الصّادرة في عام 2018 عن دار أمواج للطّباعة والنّشر والتوزيع، وهي تحتوي على ست مسرحيّات، وهي: (دعوة على شرف اللّون الأحمر)، و(“سيلفي” مع البحر)، و(وجه واحد لاثنين ماطرين)، و(محاكمة الاسمX))، و(السّلطان لا ينام)، و(خرّافيّة سعديّة أمّ الحظوظ).
وأشار عبّاس في ورقته البحثيّة هذه إلى تجربة الشّعلان في مسرحيّة “خرّافيّة سعديّة أمّ الحظوظ”، ودرس آليّات السّرد في مونودراما هذه المسرحيّة، وقال في هذا الصّدد: “مسرحية “خرافيّة سعدية أم الحظوظ” هي مسرحية بشكل مونودراميّ، وهي دراما قصيرة الحدّ حيث تتطور الأحداث داخل امرأة واحدة اسمها “سعدية” التي هي شخصية متخيلة حد الافتراض إلا أن الكاتبة حاولت أن تصبح شخصية حية تعيش بيننا .. حيث تقول الكاتبة سناء: “إن سعدية امرأة حقيقية لا متخيلة”.
إنّ الكاتبة تلجأ في المسرحية إلى التجريب حينما طرحت القضايا الحقيقية المختلفة المتعلقة بالمرأة التي تعيش في مجتمعنا الحاضر، وذلك من خلال شخصية “سعدية” التي عانت في حياتها معاناة شديدة لا نهاية لها، ومن ثم تحاول الكاتبة أن ترمي نقدا لاذعا على المجتمع الذي يعيش فيه أمثال امرأة سعدية.
ومن حيث الفكرة طرحت الكاتبة فيها عدة قضايا المرأة من قضية معايير الذكورة والمجتمع الأبوي والتقاليد والأعراف السائدة ضدها والمحكمة الظالمة وما ينمو عنها من فساد حياتها ورفض حقوقها . وكثيراً ما تتعرض المرأة للعنف الجنسي حتى في طفولتها ولا يوجد أحد أن يسأل عنها، وهي محرمة من آمالها ورغباتها من التزوج برجل تحبه والحياة معه حيث ما أرادت.
عند الكاتبة تصبح السعدية وأمثالها تعيسة حزينة في نهاية المطاف، وعندما هي تسأل عن حقوقها عذبت وعوقبت حتى من جانب المحكمة أيضا، وعلى هذا المنوال نجحت الكاتبة تصوير قضايا المرأة المعاصرة التي تتقمص في المعاناة النفسية المميتة طول حياتها وهي لا ترى أمامها إلا الموت والعار.
في ختام المسرحية تأتي الكاتبة بالفكرة بأن سعدية وأمثالها حاضرة في مجتمعنا حتى في يومنا هذا، وهي تريد النهوض والانتقام ممن سطا عليها وانتهك بحرمتها، وتنتهي المسرحية بكلمات: لا تزال سعدية أم الحظوظ بيننا.
امتازت شخصية “سعدية” بقيام مختلف أدوارها في المسرحية، ومع أنها شخصية تحاكي ذكرياتها الماضية ربما هي قامت بدور أخت تعيسة وزوجة مظلومة وطفلة مسروقة أنوثتها، وأثناء العرض المسرحي نشاهدها وهي تحاكي شخصيات أخرى بصورة افتراضية وهمية.
ممكن لنا القول إن الكاتبة سناء نجحت في توظيف ظاهرة المسرحية الذاتية أو مسرحية الممثل الواحد في مسرحيتها “خرافية سعدية أم الحظوظ” بشكل عام، ولا شك أن هذه المسرحية لا تزال تهديدا عنيفا على تقاليد المجتمع الذي لا يعطي المرأة حقوقها ولا يعتني بها حق العناية.
Source : https://dinpresse.net/?p=18978