12 يوليو 2025 / 18:59

عبد اللطيف كيداي: هنيئا للمغرب بتنظيم المنتدى العالمي للسوسيولوجيا

عبد اللطيف كيداي. عميد كلية علوم التربية. الرباط 

انتهى العرس العالمي الكبير Forum ISA 2025… وبقي أثره شاهدا

اختتمت فعاليات المنتدى العلمي العالمي الكبير للسوسيولوجيا، الذي احتضنته المملكة المغربية الشريفة، من خلال جامعة محمد الخامس بالرباط بشراكة مع الهيئة المغربية للسوسيولوجيا، بكل ما يليق من فخر، وكرم، واحترافية.
أسبوع كامل، استقبلت فيه الرباط ما يقارب 7000 باحث وباحثة، (بالضبط 6964) من أكثر من 120 دولة تحملوا كل المصاريف من تنقل ومبيت وتغذية ورسوم لحضور المنتدى، معظمهم يزورون المغرب للمرة الأولى، فاكتشفوا من اللحظة الأولى التميّز المغربي في الضيافة والتنظيم والروح العلمية، وعبروا عن ذلك بصدق منذ أن وطئت أقدامهم أرض المغرب.
لقد ربح المغرب آلاف السفراء غير الرسميين، سيعودون إلى بلدانهم وهم يحملون معهم ذكرى مشرقة عن هذا الأسبوع الاستثنائي، وسيحكون عن بلد اسمه المغرب: كريم، منفتح، وفاعل في قضايا المعرفة والعدالة.
نعم، كانت هناك تحديات جسام، ولم تخلُ الطريق من مغالطات كبرى، بل تعرضنا ـ كما هي العادة في فضائنا السوسيولوجي ـ لطعنات من الخلف، من بعض أبناء القبيلة، الذين تفنّنوا في التشكيك والتشويش، بدل أن ينتصروا للحقيقة أو يشاركوا في البناء.
فـ”السوسيولوجيون عندنا”، للأسف، لا يرحمون بعضهم البعض، بل يسارعون إلى الاغتيال الرمزي متى سنحت الفرصة.
لم أردّ على أحد ساعتها، كنا مشغولين جدا بما هو أهم من الجدل: بإنجاح أكبر حدث علمي دولي يُنظم في تاريخ المغرب حظي بالرعاية السامية لصاحب الجلالة، حدث يصعب أن يتكرر في الأفق القريب.
لكن، وللتاريخ، أسجل هذه الردود السريعة أما الردود الشافية والكافية أعتقد أن المشاركين من مختلف بلدان العالم قدموها فعلا من خلال تدويناتهم وكتاباتهم وحواراتهم:
🔸 لم يُشارك أي باحث إسرائيلي في المنتدى، بلاغ الهيئة وما تلته من قرارات كانت واضحة، ومن يشكك في ذلك، فليطلع بنفسه على اللائحة النهائية في موقع الجمعية الدولية لعلم الاجتماع (ISA).
🔸 كانت المشاركة الفلسطينية مكثفة وفعالة، وعلى رأسها مجموعة GS4P (Global Sociologists for Palestine)، التي ناضلت من داخل الورشات ومن داخل أجهزة الجمعية، لإسماع صوت فلسطين بوضوح وشجاعة ونظمت لقاءات مكثفة داخل المنتدى.
🔸 لم يُعقد أي اجتماع لشبكة QISA (Queer ISA Network) خلال المنتدى. وللتوضيح، فهذه الشبكة، التي تضم باحثين من ذوي الميولات الجنسية المختلفة، تعمل داخل الجمعية الدولية منذ سنة 2010، ويشارك أفراد منها ـ كما غيرهم ـ بصفاتهم الأكاديمية، لا بصفات أخرى، وضمن الورشات الرسمية للمنتدى.
أسجل، بكل فخر واعتزاز، مشاركة باحثين وأساتذة مغاربة، من مختلف الجامعات المغربية، الذين أثبتوا كفاءتهم وقدرتهم على التفاعل مع قضايا الساعة في أرقى فضاءات النقاش العلمي العالمي.
كما أتوجه بجزيل الشكر والعرفان الى السلطات الأمنية والمحلية لولاية الرباط، على تفانيها المنقطع النظير طيلة أسبوع من السهر ليمر هذا الحدث الدولي دون تسجيل أي مشاكل قد تسيء إلى سمعة بلدنا
أطر وطلبة جامعة محمد الخامس وكلية علوم التربية، وعلى رأسهم المتطوعات والمتطوعون بالمئات، الذين سهروا الليالي، وعملوا بصمت، وقدموا للعالم صورة مشرقة عن المغرب في أجمل تجلياته.
ولا يسعني إلا أن أجدد شكري وتقديري لـ: السيد رئيس جامعة محمد الخامس، والسيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على دعمهما المتواصل، ومواكبتهما الحثيثة، من أجل إنجاح هذا المنتدى، الذي دخل التاريخ باعتباره لحظة استثنائية من الحضور المغربي في قلب الساحة الأكاديمية العالمية.

المصدر: صفحة الأستاذ عبد اللطيف كيداي على منصة فيسبوك

https://www.facebook.com/share/18yox45joG/