طالبان ترغب في تقوية العلاقات الديبلوماسية مع جمهورية کازاخستان

دينبريس
آراء ومواقف
دينبريس18 أبريل 2023آخر تحديث : الثلاثاء 18 أبريل 2023 - 7:21 مساءً
طالبان ترغب في تقوية العلاقات الديبلوماسية مع جمهورية کازاخستان

أحمد جاويد ـ کابل / أفغانستان
زار وفد کازاخي رفيع المستوى العاصمة الأفغانية کابل . و قد ضم الوفد الزائر کلا من نائب الوزير الأول للجمهورية ” سريک جومانغرين” و وزير التجارة إضافة إلى شخصيات أخرى ديبلوماسية و اقتصاديين .

وقد ذکرت الصفحة الإخبارية المتعلقة بمکتب رئاسة وزراء طالبان على لسان نائب رئيس الوزراء الملا عبد الغني برادر تصريحه أن حکومته تهدف إلى تنمية وتوسيع العلاقات في مجالات متنوعة بين البلدين. و لأجل تحقيق هذا الهدف طلب من جمهورية کازاخستان الصديقة أن تقبل بعثة من ديبلوماسيي طالبان إلى أراضيها.

وتعتبر جمهورية کازاخستان ذات الموقع الاستراتيجي في آسيا الوسطى من الدول التي لم تقم بإغلاق سفاراتها بعد وصول طالبان إلى السلطة إلا أن علاقاتها الديبلوماسية شهدت توقفا بسبب القيود و الضغوط الأمريکية المفروضة على حکومة طالبان. فهي من ضمن الدول التي تنتظر فرصة ومنفذا لاستئناف الروابط الديبلوماسية و الاقتصادية و التجارية مع أفغانستان نظرا لما للبلدين من تقارب تاريخي و ثقافي . ولما لعبته أيضا أفغانستان من دور رئيسي في نيل استقلالها الذاتي عن الاتحاد السوفياتي في القرن الماضي .

أيضا أشاد الملا برادر بجمهورية کازخستان و بحسن نيتها تجاه أفغانستان إذ لم تکن لها تضلع في الصراعات الداخلية سابقا وأنها تمتلک المقومات و الاستعدادات الکافية للإسهام بشکل فعال في الأنشطة التنموية . کما التقى الوفد بمسٶولين في وزارتي الخارحية و التجارة و الصناعة و تدارس الجانبان مواضيع تنمية و توسعة العلاقات الاقتصادية، الرفع من مستوى التجارة ، استخراج المعادن ، الاستثمارات المالية ، الاهتمام بالمشاريع البنيوية ، مسألة العبور ومشروع انشاء السکک الحديدية .

و قد أعرب برادر عن تفائله باستئناف العلاقات الديبلوماسية من جديد عما قريب إلا أن الوفد الکازاخي لم يدل بأية تصريحات بخصوص ذلک . إلا أنه تعهد بتقديم الدعم المتواصل لأفغانستان .

وهکذا تظل طالبان تحاول و تکافح بشکل أو بآخر من أجل إيجاد من يعترف بها دوليا وضد سياسة التركيع الإجباري، لتتحرر من القيود الثقيلة المفروضة عليها وبالطبع سيستلزم ذلک أن يتحرر أولا المعترفُ بها من نفس القيود التي يفرضها النظامِ العالمي المهيمن . وإنها لمعادلة صعبة و موقف حرج لمن سولت له نفسه أن يتقدم للاعتراف أو يحاول استنشاق نسيم الحرية . لأن دول العالم المتحضر تعيش في اضطراب مستنزف للجهود و للتفکير بسبب فقدان حرية اتخاذ القرار. لأن الصراع العالمي الجديد قاٸم علی هذه الاستراتيجية العنيفة بالذات : سلب الشعوب حريتها و حق تقرير مصيرها و الإبقاء علی التبعية الغاشمة. و هو الشعار نفسه الذي تحاول کل من روسيا و الصين مع بعض التفاوت الترکيز علی إحيائه بحذر علی أرض المعمورة في إفريقيا و آسيا عل الشعوب فيها تعي حجم التآمر الإمبريالي .

و الجذير بالذکر ، أنه مع أنه لم تعترف أية دولة بشکل رسمي بحکومة طالبان ، إلا أنها تربطها علاقات تجارية و اقتصادية مع کثير منها بل و قد تم استقبال ممثليها الديبلوماسيين فيها مثل روسيا ، باکستان، قطر ، الصين ، ترکيا ، إيران ، الإمارات العربية المتحدة و غيرها . و هذا النمط من التعامل السياسي لم تعرفه العلاقات الدولية في العالم عبر التاريخ و هو إن دل على شيء فإنما يدل على هيمنة القانون الدولي الغربي حتى على المشاعر الإنسانية و الإحساسات القلبية إلى درجة الإعتقاد أن لا حق إلا ما أحقه و لو کان باطلا ، وأن لا باطل إلا ما شهد هو ببطلانه و لو کان حقا .

والحقيقة أن هذا أيضا من إيجابيات القضية الأفغانية في عصرنا الحاضر، إذ عرت بما فيه الکفاية عن ايديولوجية أو فکرة الهيمنة الإمبريالية الاستکبارية الطافحة بالبغض والعنصرية و الحسد و التي قامت على أساسها تلک القوانين الدولية من ألفها إلی يائها و أبدعت لها مصداقية بالنار و الحديد لتحبط بشتى طرق التحايل الشيطاني کل مشروع مبدع للخير و التسامح و التقارب .

فهذه الفکرة تقر أن اختلاف الشعوب و تطاحنها فيما بينها هو قمة الخير و التراحم بينها و لو کانوا کارهين لذلک . لأن الميدان حين الاقتتال سيکون ميدانها. و صدق الله إذ يقول : ( کلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ) . وها هي مطحنة أوکرانيا تعمل ليلا و نهارا على إبادة الأطفال ، النساء و الشيوخ بأبشع أنواع أسلحة الدمار لإشباع الغريزة الرومانية الفاشية . فالنظرة الاستعمارية و الاستضعاف و التبعية و النهب هم أساس الفصل في کل أزمة تحل بالشعوب المجبورة على التخلف حتى لا يتسنى لها استنشاق الهواء النقي وبالتالي الشعور و لو بنسبة ضئيلة بالحرية و الکرامة .

فلا شک ألاّ معنى لحقوق الإنسان و لا للديموقراطية البته أمام التعارض مع المصالح الإمبريالية . فستعتبر حينها ضربا من الخرافة و الشعوذة . قتل الأطفال و النساء و الشيوخ عمل بشع لُفق للإسلام ظلما وزورا و بهتانا و لا أحد يتحرک لذلک . أما برامج الإبادة و الجريمة العلنية المنظمة ضد المستضعفين المکرهين أمام مشاهد الناس في العالم فلا أحد يحق له أن يفهم أو يتحرک ليفهم أو يناقش . لأنه سيکون بذلک و ببساطة معاديا لطموحات الغرب و هيمنته . فشعب أوکرانيا يذبح ، يهجر و قد يباد لأجل الأطماع نسفها و بدون خجل و تحت مسميات شتی کالحرب الباردة و الجيوستراتيجية و حماية القانون الدولي و صراع الهيمنة الاقتصادية . و هذا کله کلام لا يستقيم لأن کل ما في الأمر أن الغرب لا يريد إلا وأد آخر ما تبقی ممن يحلمون أو يدافعون عن قيمة شعار حرية الإنسان .

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.