قال “أحمد التوفيق” وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، بمناسبة الإعلان عن صدور الترجمة الإنجليزية لكتاب الموطأ للإمام مالك، “إن صدور الكتاب في ترجمته الإنجليزية ضمن منشورات الجامعة دليل على تقدير مكانة هذا النص في التراث الديني الإسلامي، وعربون على ما ستتيحه هذه الترجمة من إطلاع ملايين الناس، وعلى رأسهم الأكاديميون، على محتوى أول نص وُضع في فقه الدين الإسلامي”.
وكان الوزير قد شارك، أمس الإثنين 9 دجنبر 2019، في حفل الإعلان عن صدور الترجمة الإنجليزية لكتاب الموطأ للإمام مالك بجامعة هارفارد.
ووجه “التوفيق” الشكر لكل من الأستاذ “إدريس أوعويشة”، الذي تحقق في رئاسته لجامعة الأخوين مشروع الترجمة، والأستاذين المترجمين “محمد فاضل” و”كونيل مونيط” على المجهود الفكري الجبار المبذول في عمل ترجمة هذا النص الاستثنائي.
وأكد أن المغاربة أخذوا “بالمذهب المالكي منذ الربع الأخير من القرن الثاني للهجرة (الثامن الميلادي)، وتزامن هذا الاختيار مع إعطاء المشروعية السياسية، على أساس البيعة، لأسرة من الشرفاء من سلالة النبي، وهذا الارتباط بآل البيت، في إطار المذهب السني، حمى المغرب من التشيع، حيث أطر فقهاء المالكية تدين المغاربة ومرجعهم كتاب الموطأ”.
وقال “التوفيق” إن من عوامل استتباب المذهب المالكي في المغرب طابعه العملي الميداني الذي أتاح دمج عدد من الأعراف والعوائد الثقافية المحلية في الحياة الدينية.
يتبين من هذه العناصر ـ يضيف الوزير ـ أن “عملية تحقيق الموطأ ونشره قد تبدو جزئية عادية، لكن قيمتها السياسية والرمزية بارزة في سياق مغرب يبني نموذجا قائما على ثوابت أصيلة منفتحة، وفي بناء هذا النموذج، يدبر العلماء، بوعي تام، تحديات متولدة من ضرورة التلاؤم مع مختلف جوانب الحياة في تمظهراتها الحديثة، لاسيما في ما يتعلق بتدبير الحرية، وبوجود تأثيرات إسلاموية سياسية ومذهبية هامشية، وبعدد من الالتباسات المتولدة عن النظام العالمي السائد”.
ويؤكد “التوفيق” أن الحرص على المذهب المالكي، وعلى كتابه الأساس وهو الموطأ، من باب الحرص على سكينة عموم المؤمنين في المساجد وغيرها، لا يمنع العلماء عند الاجتهاد من الاستئناس بما ورد في المذاهب الفقهية الأخرى، مثل ما فعلوه عند وضع مدونة الأسرة.
المصدر: موقع وزارة الأوقاف
المصدر : https://dinpresse.net/?p=5808