صدرت عن المركز الثقافي للكتاب أحدث روايات الكاتب المغربي حسن أوريد، تحت عنوان “الفقيه”، في عمل أدبي جديد يعزز مسيرته الحافلة بإنتاجات متميزة مثل “رباط المتنبي”، و”رَواء مكة”، و”سيرة حمار”، و”ربيع قرطبة”.
وتسلط الرواية الضوء على قضايا الدفاع عن التاريخ والتراث والهوية، من خلال تناول النضال ضد الظلم والاستبداد، والسعي لتحقيق العدالة، مع الحفاظ على القيم التي تشكل أساس الهوية الثقافية والحضارية.
وتغوص الرواية في صراع عميق بين الماضي والحاضر، بين ضرورة الحفاظ على الإرث الثقافي وخطورة الانسياق نحو الحداثة.
ويدعو الكاتب من خلال نصه إلى فهم العمق الحضاري الذي يربط الإنسان بجذوره، ويحثه على خوض المعارك الكبرى من أجل الحق والكرامة، وذلك في إطار سردي يمزج بين الأدب والتأمل التاريخي.
على غلاف الرواية، نقرأ نصاً تشويقياً يبرز أجواء العمل ورسائله العميقة: “ما نقوم به هو من أجل التاريخ، حتى لا يشعر أبناؤنا وأحفادنا بالخزي، ولكي يعلموا أننا خضنا عراكاً بطولياً كي لا نُرحّل من أرضنا، وأننا لم نقف مكتوفي الأيدي أمام الظلم. نريد أن نسلمهم المشعل”.
كما يتابع النص: “يزعم أصدقاؤك المغاربة أننا تركنا الأندلس تنفلت من بين أيدينا؛ لأننا كنا نخوض في المجون. هراء. ثم ماذا فعلوا من أجلنا لما كنا في مسيس الحاجة إليهم؟ وجهوا سلاحهم ضد بعضهم بعضا، وحينما ألقي بنا بين ظهرانيهم، استعملونا في صراعاتهم الداخلية. نخوض العراك من أجل التاريخ”.
وتحمل الرواية في تصميمها وغلافها لمسة أندلسية أصيلة، حيث يتزين غلافها بـ”مخطوط من الخميادو”، وهي لغة قشتالية كتبت بحروف عربية، في إشارة إلى التداخل الثقافي العميق الذي ميز تلك الحقبة.
وبهذا الأسلوب، ينجح حسن أوريد في تقديم عمل أدبي يعكس روح النضال والاعتزاز بالهوية، ويطرح تساؤلات حول مصير المسلمين الأندلسيين في تلك المرحلة، في إطار يوازن بين الحكي الأدبي والتحليل التاريخي العميق.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=21835