للدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين:
أعتقد أنكم تعرفونني.. فأنا الذي غيّرت خارطة الأحداث، وأصبت العالم بزلزلة. أحدتث خلخلةً في نظامه السياسي ، الاقتصادي ، الاجتماعي. رأيتم أثر قوّتي في آسيا. وشاهدتّم كيف أتمدّد من مسقط رأسي في الصّين، لأجوب العالم شرقا وغرباً، لم تمنعني الحواجز، زعزعت مفاهما عدّة، وشكلّت نُظم إستهلاكيةً جديدة، كوّنتُ ثقافة وأنماط حياة لم يعتدها البشر، سبق وأن ظهرت من قبل باسم “سارس”، وعدتُّ هذه المرّة باسم “كرونا”، جعلت العالم في قلق، وهلع، وخوف، الجميع أمامي باتوا سواسية، لا فارق بين حاكم ومحكوم، ولا غني وفقير، ولاشرق وغرب.
وقفت أما اقتصاد عالمي جائر، فألحقتُ به خسائر عدة، بعضكم يقدرها الآن بنحو ستة تريليونات دولار، تسببت في انخفاض ثروات أغنى ملياردرات العالم، وأنا الذي لوّنت الكثر من بورصات العالم باللّون الحمر، أوقفت حركة الملاحة والطيران، وتسببت في عزل العالم وإجبار الناس على أن يعيشوا في بيوتهم. أغلقت الحانات، والبارات، الحفلات، الصلات، وحتى دور العبادة، منعت اجتماعات رؤساء والوزراء، فيجتمعون داخل غرفهم، أومن خلال شبكة الانترنيت، قد يرني البعض ابتلاء من الله، وقد يرني البعض الاخر جنداً من جند الله .. عموماً أحمل إليكم بعض الرسائل :
الرسالة الاولى:
التذكير بأنكم في معظمكم كذبتم حين سكتم على ما عم الارض من ظلم وفساد، فلم توقفوا الظالمين والطغاة المستبدين في فسادهم، وطغيانهم، وقتلهم وتعذيبهم للناس في الساحات.. بل وقفّت معهم وأيدتموهم لمصالح ذاتية واقتصادية..
الرسالة الثانية:
أنتم الذين تأخرتم في نصرة المظلومين، وتاجرتم بالقضايا العادلة، ودعمتم الحاكم القاتل فأردت التذكير بهؤلاء اللاجئين الذين فقدوا أرضهم ووطنهم وأصبح بعضهم من نصيب الحيثان، فلو وفرتم لهم خمسة بالمئة مما فقدتم بسببي، لعاشوا حياة كريمة.
الرسالة الثالثة:
أنتم الذين عمّقتم التفاوت الطبقي، فأردتّ أن أذكركم بالفقراء الذين يصل عددهم إلى حوالي مليار فقير في هذا العالم، لا يملكون قوت يومهم ، ولو أنفقتم عُشر ما تنفقون الآن لتجنب لقائي لأصبح هؤلاء الفقراء أغنياء.
الرسالة الرابعة:
أنتم من احتكرتم الأسواق وفرص العمل، فأردت أن اذكركم بعشرات الملايين من العاطلين ولو وفرت لهم اثنان بالمئة مما فقدتم لتوفرت عندهم فرص عمل..
وأخيراً: إنني أذكركم أن معظمكم نسي الخالق المدبر، أرجعتم الأمر كلَّه إلى المادة حتى أصبحتم كأنّكم تعبدون المادة وتتقربون إلى التّقنيات.. وأتيت لأذكّركم بربّكم الخالق القادر..
وفي الختام:
أذكركم أني ذاهب ولو بعد حين، لكني سأعود مرة أو مرات أخرى أحملوا أسماء جديدة ومعها رسائل جديدة.
هذه الرسالة جمعها وكتبها ذ. الحسن الهاروني المغربي بمدينة سلا المغربية
المصدر : https://dinpresse.net/?p=7491