خصصت مجلة “ذوات” الثقافية العربية الإلكترونية، الصادرة عن مؤسسة “مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث”، ملف عددها (59) لموضوع “المثقف والسّلطة.. بين التحدي والاستلاب”، وهو ملف من إعداد الباحث المصري الدكتور “محمود كيشانه”، الذي قدم له بمقال بعنوان “الثقافة والسلطة.. أيّ معنى؟”.
وتناول الباحث والأكاديمي المغربي “يحيى بن الوليد” في المقال الأول، قضية الثقافة والأيديولوجيا… وسلطة المعرفة الملتزمة، حاول فيه أن يتتبع مفهوم الأيديولوجيا وعلاقته بالفكر والثقافة مستشهدًا بنخبة من المفكرين العرب، مبينًا النقص الأيديولوجي، سواء في المجال النقدي الأدبي في التباسه بالنقد الأيديولوجي، أو في العمل الفكري، أو في الأداء الثقافي عامة.
وفي ملف استعرض الباحث التونسي الدكتور “توفيق الجميعي” طبيعة العلاقة بين ثقافة الشارع والسلطة السياسية، تفسيرًا وتحليلاً، في سياق الحراك الثوري الذي شهدته بعض المجتمعات العربية، مركزًا على الحالة التونسية كنموذج، مبينًا الأشكال التعبيرية التي تجاوزت حدودها الثقافية اللامادية، والتي أصبحت تمثل نموذجًا لحياة شبابية تتشكل في الشارع بعيدًا عن رقابة السلطة ومؤسسات الدولة والمجتمع، مركزا على نموذج “الهيب هوب”.
وحاول الباحث الدكتور “شريف الدين بن دوبة” من الجزائر الإجابة عن سؤال الثقافة وسلطة المقدس الديني، وكيف كانت سلطة التدين لا الدين – في مراحل تاريخية مختلفة – تقف أمام حركة المد الفكري والثقافي، مستعرضا قضية الثقافة والمقدس في تشابكاتها والتباساتها بالسلطة الاجتماعية وسلطة الأيديولوجي، من خلال نكبة ابن رشد.
وتناول الباحث السوسيولوجي الحر الدكتور “أحمد موسى بدوي” من مصر، مكانة المرأة العربية في الحقل الرياضي – المراوحة بين تنمية هشة وتقاليد عتيقة، محاولاً التركيز على البعد الثقافي للأزمة، متخذًا من نظرية القواعد المتصارعة إطارًا للتحليل والتفسير، في محاولة منه لكشف العلاقة بين سلطة التقاليد والتنمية، ومن ثم كان سؤاله الرئيس: كيف تؤثر السلطة التقليدية في مقاومة القواعد الفكرية والثقافية الحداثية الرشيدة؟
أما حوار الملف، فكان مع المفكر المصري محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، وهو حوار يطرح قضية علاقة الثقافة بالفكر، محاولاً كشف العلاقة المتداخلة بينهما، ناقدًا العقل المغلق الذي يمثل سدًا أمام كل فعل ثقافي أو فكري، ويبين الحوار دور التمثلات الجمالية في مواجهة هذا العقل بما ينطوي عليه من أيديولوجية إرهابية، في سياق ثنائية البعد الفني الجمالي وسلطة التدين الزائف.
وبالإضافة إلى الملف، يتضمن العدد (59) من مجلة “ذوات” أبوابا أخرى، منها باب “رأي ذوات”، ويضم ثلاثة مقالات “في نقد خطاب اليأس الرّاهن” للكاتب والباحث السوري فادي كحلوس، و”هل الجنس عبادة؟” للباحث المغربي نورالدين عزار، و”هكذا ضاعتْ عِيرُ عُثْمانَ” للكاتب التونسي عبد الدائم السلامي.
ويشتمل باب “ثقافة وفنون” على مقالين: الأول للباحث المغربي الدكتور عادل القريب بعنوان: “رحلة المعاناة وجمالية الحوارية في رواية “قاعة الانتظار” للزهرة رميج، والثاني للناقد والكاتب اليمني رياض حمادي، بعنوان “ثيمة الانفصال وفوضى العلاقات في أفلام المخرج الإيراني أصغر فرهدي”.
ويقدم باب “حوار ذوات”، لقاء مع الكاتب والروائي المغربي – الأمريكي “أنور مجيد”، أستاذ السينما، والحضارات، والأدب بجامعة “نيو إنغلند”، ونائب رئيس الجامعة ذاتها بولاية ماين بأمريكا، وعميد فرعها بمدينة طنجة المغربية، والمسؤول عن “التواصل” مع فروع الجامعة بأوروبا، وآسيا، وأستراليا، ومؤسس ورئيس “منتدى طنجة العالمي”.
ويقدم “بورتريه ذوات” لهذا العدد، صورة عن المفكر المصري الراحل نصر حامد أبو زيد، أحد أهم المفكرين الذين اهتموا بقضية تجديد الفكر الديني الإسلامي، وهو أيضا أحد رموز الفكر التنويري، الذي حمل رهان بلورة فهم جديد وعصري للإسلام، والذي لم يسلم من مضايقات السلطة الدينية.
وفي باب “سؤال ذوات”، يستقرئ الكاتب والإعلامي المصري وائل سعيد، آراء مجموعة من الباحثين والكتاب العرب حول سؤال: كيف ينظر الكاتب العربي اليوم لعلاقة المثقف بالسّلطة؟ وفي باب “تربية وتعليم” يتناول الأكاديمي المغربي المهتم بقضايا التربية الدكتور أحمد سوالم موضوع “الغش في الامتحانات المدرسية: من غش المجتمع إلى غش المدرسة”، فيما تقدم الأكاديمية المصرية الدكتورة مروة مختار، قراءة في كتاب “دولة الحب: مراسلات تولستوي وغاندي” الذى أعده وترجمه الدكتور والباحث المصري أحمد صلاح الدين، وصدر حديثا عن “دار الرافدين” نهاية عام 2018، وذلك في باب كتب، والذي يتضمن أيضاً تقديماً لبعض الإصدارات الجديدة لمؤسسة “مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث”، إضافة إلى لغة الأرقام، التي تكشف عن أحدث الأرقام الخاصة بهجرة الأدمغة العربية إلى الخارج، والتي تكلف الدول العربية 200 مليار دولار من الخسائر.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=5504