يؤكد خطيب الجمعة في خطبته اليوم على أهمية شهر رمضان باعتباره موسما عظيما للطاعة والعبادة، مشددا على أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يشمل حفظ الجوارح وتزكية النفس، وهو وسيلة لتهذيب السلوك وتقوية الإيمان.
ويوضح الخطيب أن الله سبحانه وتعالى يفضل بعض الأزمنة على بعض، فيجعل رمضان فرصة للعباد للإقبال عليه والابتعاد عن المعاصي، مستشهدا بقوله تعالى: “وَهُوَ الَّذِي يَجْعَلُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ يُرِيدُ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ يُرِيدُ شُكُورًا”.
ويشير إلى أن رمضان يتميز بصيام نهاره وقيام ليله والإقبال على تلاوة القرآن، مما يجعله وقتا مباركا تتضاعف فيه الحسنات، مذكرا بحديث النبي ﷺ: “من يصم رمضان إيمانًا واحتسابًا يغفر له ما تقدم من ذنبه، ومن يقم ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا يغفر له ما تقدم من ذنبه”.
ويضيف أن استغلال الأوقات المباركة يزيد الإيمان، تماما كما تتضاعف الأجور في الأماكن الفاضلة، داعيا المصلين إلى الحرص على ارتياد المساجد ومجالس الذكر والعلم، لما في ذلك من أثر إيجابي على النفس والقلب، مستشهدا بقول معاذ بن جبل رضي الله عنه: “اجلس بنا نؤمن ساعة”.
كما يبين الخطيب أن ذكر الله يشكل جوهر العبادات وأعظم الأعمال، مستدلاً بحديث النبي ﷺ: “لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله”. ويدعو إلى الإكثار من الذكر والاستغفار، مؤكدًا أن ذلك يزيد الطمأنينة في القلب، ويعين المسلم على الطاعة، ويجلب البركة في الحياة.
وفي خطبته الثانية، يشدد الخطيب على أن رمضان شهر ترفع فيه الدرجات وتضاعف فيه الأجور، وهو فرصة لاغتنام النفحات الربانية، مذكرا بحديث النبي ﷺ: “إذا يأتي رمضان تُفتح أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار، وتُصفد الشياطين”.
ويشير إلى أهمية تلاوة القرآن وتدبره خلال هذا الشهر، مستشهدا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما: “كان رسول الله ﷺ أجود الناس، ويكون أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن”.
كما يلفت إلى أن الصيام يشكل مدرسة روحية وأخلاقية تهذب السلوك، إذ يعلم المسلم ضبط النفس، وغض البصر، وحفظ اللسان، وسلامة الصدر، مشيرا إلى أن هذه القيم تساهم في بناء مجتمع متماسك تسوده الطمأنينة والأمان.
وفي ختام الخطبة، يحث الخطيب المصلين على اغتنام هذا الشهر الكريم بالإكثار من الأعمال الصالحة، وعمارة بيوت الله، وصلة الأرحام، والإنفاق في سبيل الله، مؤكدا أن رمضان يشكل فرصة عظيمة للعودة إلى الله وتحقيق الطاعة الصادقة.