اختتمت مساء الجمعة الماضي بمدينة مراكش أشغال الملتقى الروحي الدولي الخامس لمولاي علي الشريف، الذي شكل محطة فكرية وروحية بارزة لتجديد النقاش حول مكانة التصوف المغربي كمدرسة جامعة لقيم الوسطية والتسامح والعيش المشترك.
وناقش المشاركون، خلال جلسات علمية احتضنتها مؤسسات جامعية بكل من مراكش وابن جرير، أبعاد الهوية الصوفية المغربية من زاوية تأثيرها في تحصين المجتمعات وتعزيز السلم الروحي، معتبرين أن التجربة المغربية في التصوف السني تمثل اليوم مرجعية عالمية في مواجهة النزعات المتطرفة والانغلاق الثقافي والفكري.
وأجمع المتدخلون على أن الزاويا المغربية ظلت، عبر قرون، فضاء للعلم والتزكية وخدمة الإنسان، وأسهمت في ترسيخ روح الاعتدال والانفتاح في الحياة الدينية والاجتماعية، مؤكدين أن هذا الرصيد الروحي ما يزال قادرا على الإسهام في بناء التوازن القيمي في العالم المعاصر.
وشهدت الجلسة الختامية للملتقى، المنظم بمبادرة من مؤسسة مولاي علي الشريف دفين مراكش، وبتعاون مع جامعة القاضي عياض ووزارة الشباب والثقافة والتواصل وعدد من الشركاء الأكاديميين، تكريم الباحثين الشباب المتوجين بجائزة مولاي علي الشريف للدراسات والأبحاث العلمية في دورتها الثانية، تقديرا لمساهماتهم في خدمة الفكر الصوفي المغربي.
كما تخلل الحفل فقرات من السماع والمديح النبوي، عكست عمق الارتباط بين المغاربة والعترة النبوية الشريفة، وروح الوفاء لتراثهم الروحي الذي يجمع بين الأصالة والتجديد.
واستقطب الملتقى، الذي تواصلت فعالياته على مدى خمسة أيام، علماء ومفكرين وباحثين من داخل المغرب وخارجه، ناقشوا موضوع “خصوصية الهوية الروحية والتصوف السني المغربي.. رباط أبدي بالعترة النبوية الشريفة وركن أساس في بناء المشترك الإنساني الكوني”، مؤكدين أن المغرب يواصل، في ظل إمارة المؤمنين، ترسيخ دوره كمنارة روحية عالمية تجمع بين البعد الديني والمعرفي والإنساني.