إعداد: إيمان شفيق
في حوار لمنصة “راديو فرانس” مع الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2024، دارون أَسِموغلو، تحذيرا من المخاطر التي قد تترتب على تطور الذكاء الاصطناعي إذا بقي تحت سيطرة قلة من الفاعلين المهيمنين. ويرى أن السؤال الجوهري لم يعد ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيغير عالمنا ــ فهذا أمر محتوم ــ بل من سيتحكم في هذه التقنيات ولأي غاية.
يشير أَسِموغلو إلى أن بعض الشركات التكنولوجية تمتلك بالفعل مواقع شبه احتكارية في مجال المنصات الرقمية وتحليل البيانات. وإذا أضيف الذكاء الاصطناعي إلى هذا التركيز، فإن مستقبل العالم قد يصبح رهينة أيدي قلة من العمالقة، مع ما يحمله ذلك من آثار عميقة على الديمقراطية والوظائف والابتكار وتوسع الفجوة في المساواة. ويؤكد أن الذكاء الاصطناعي يجب ألا يكون مجرد أداة تخدم المصالح الخاصة، بل ينبغي أن يوجه أولا نحو المنفعة العامة والشاملة. ويتطلب ذلك تنظيمات صارمة، واستثمارات حكومية في تقنيات مفتوحة ومتاحة، وإطارا واضحا يضمن أن يساهم الذكاء الاصطناعي في تحرير الإنسان لا في تركيز السلطة.
كما يذكر أَسِموغلو بأن الابتكار لا يولد تلقائيا، بل يعتمد على اختيارات المجتمع، والسياسات العامة، وتوفير التعليم، ونشر المعرفة، وإتاحة التجريب المستقل. ويحذر من خطر أن يزيد الذكاء الاصطناعي من الاستقطاب بين الوظائف القابلة للأتمتة والمهن الإبداعية، داعيا إلى آليات للتعاون وتقاسم الفوائد وحوكمة ديمقراطية للتقنيات الناشئة.
إن الرسالة التي يوجهها هذا الحوار واضحة: لا ينبغي أن ينفلت الذكاء الاصطناعي من النقاش المجتمعي. فبينما تعد هذه التقنيات بإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، يتطلب انتشارها مسؤولية جماعية ورؤية مشتركة وبنية مؤسسية قادرة على ضبط القوى الرقمية قبل أن تصبح خارج السيطرة. ويذكرنا أَسِموغلو بأن المستقبل التكنولوجي الذي نبنيه اليوم سيحدد قوة مجتمعاتنا وحرياتنا في الغد