رشيد المباركي. دين بريس
أجرت منصة “راديو فرنسا” حوارا مع جيل بيسون، عالِم أنثروبولوجيا وخبير في الديموغرافيا، وكلوديا سينيك، أستاذة اقتصاد في جامعة السوربون، ومديرة مرصد للرفاهية، من أجل التعليق على الأزمة الديمغرافية التي تمر منها العديد من الدول في العالم بأسره، انطلاقا من معطيات ميدانية ملموسة، منها مثلا، أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون الآن في بلد حيث لا تسمح الخصوبة باستبدال الأجيال.
أكدت أرضية الحوار أن الأزمة الديموغرافية التي أصبحت أزمة القرن، تثير قلق الحكومات والمؤسسات الدولية، لأن قوتها تهدد وظيفة العديد من المجتمعات، المهددة بالانهيار. كما تأخذ الخطابات حول هذا الموضوع والسياسات المعروفة بـ “النمائية” المزيد من المساحة وتظهر استفسارا وقلقا جماعيا بشأن هذه التحولات المحتملة في التوازنات العالمية.
يرى جيل بيسون أنه إذا كانت هذه الأزمة السكانية تثير القلق، يجب أن نلاحظ أن عدد سكان العالم لا يزال في تزايد. في الواقع، لا يزال هناك ضعف عدد الولادات مقارنة بالوفيات على مستوى العالم، وهذا يغذي نمو السكان الذي من المتوقع أن يستمر في الزيادة حتى سنوات 2080، حيث سيصل إلى سقف يزيد قليلا عن 10 مليارات وفقا لأحدث التوقعات من الأمم المتحدة، ثم يبدأ في الانخفاض ببطء.
وأضاف الخبير أنه إذا استمر عدد سكان العالم في الزيادة، فإن المعدل سيتناقص على الرغم من ذلك، بل يمكن ملاحظة هذا النمو السكاني بشكل خاص في جنوب آسيا وفي معظم دول إفريقيا. إنه في ذات الوقت ميزة وعائق.
من جهتها، ترى كلوديا سينيك أن هذا النمو السكاني شيء جيد لأن الثروات والابتكارات تأتي من البشر. هذا أمر مهم. من ناحية أخرى، يجب ألا يتجاوز الأمور، لأنه عندما يكون هناك عدد كبير جدا من الأطفال للتعليم، يصبح ذلك مكلفا، وفي بعض البلدان ليس هناك دائما.
وأضاف سينيك أن رغبة الأطفال لم تعد أمرا بديهيا لأنها تعتبر تغييرا حقيقيا في الأنثروبولوجيا. حتى السبعينيات، كانت النساء ينجبن الأطفال ثم يعملن لاحقا. اليوم، كل شخص يعيش حياته، ويحاول أن يكون سعيدا، وهذا يفيد أننا إزاء نظرة أكثر فردية. عندما نرى الاستطلاعات حول رغبة الأطفال، نجد أن هناك 12 إلى 16% من الناس لا يريدون أطفالا. وأضافت أنه على الرغم من هذه الخطابات الناشئة، إلا أن الكثير من الشباب البالغين لا يزالون يريدون أن يصبحوا آباء، بالرغم من أن إنجاب الأطفال مكلف، ويتطلب تضحيات في الحياة. ومن المدهش أنه على الرغم من ذلك، فإن الغالبية العظمى من الشباب البالغين ترغب في إنجاب الأطفال، وفقا لاستطلاع المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية الذي أُجري في 2024 ونُشر في 2025.