جريدة فرنسية: استراتيجية مغربية فعالة لإحباط المخططات الإرهابية في الساحل

دينبريس
2025-02-07T09:10:23+01:00
صحافة وإعلام
دينبريس7 فبراير 2025آخر تحديث : الجمعة 7 فبراير 2025 - 9:10 صباحًا
جريدة فرنسية: استراتيجية مغربية فعالة لإحباط المخططات الإرهابية في الساحل

نشرت صحيفة لوبوان الفرنسية تقريرا موسعا حول الجهود المغربية في مكافحة الإرهاب، حيث سلطت الضوء على تفكيك خلية إرهابية جديدة كانت مرتبطة بتنظيم داعش في منطقة الساحل، وكانت تخطط لتنفيذ هجوم إرهابي وشيك.

وبحسب ما أوردته الصحيفة، فإن أفراد الخلية المفككة، ومن بينهم ثلاثة أشقاء، اعتمدوا على استراتيجية “الذئاب المنفردة”، التي يقوم فيها الإرهابيون بتنفيذ عمليات فردية منخفضة التكلفة لكنها ذات تأثير قوي، وكشفت التحقيقات أن هذه العناصر كانت على اتصال مباشر بأحد قادة داعش في الساحل، الذي قدم لهم توجيهات وتدريبات تتعلق بصناعة المتفجرات، وأساليب التخفي، والتخطيط لهجمات إرهابية.

وتؤكد أن تفكيك هذه الخلية يعكس تحولا استراتيجيا في أنشطة الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، إذ لم تعد هذه التنظيمات تكتفي بتنفيذ عملياتها داخل معاقلها التقليدية، بل تسعى إلى التوسع نحو منطقة المغرب العربي، مستغلة حالة عدم الاستقرار التي تشهدها دول مثل مالي، بوركينا فاسو، والنيجر، والتي شهدت انقلابات عسكرية أضعفت أجهزتها الأمنية، مما أتاح فرصة للجماعات الإرهابية لتعزيز نفوذها.

ونقلت لوبوان عن شرقاوي حبوب، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، قوله إن الجماعات الإرهابية تستغل عدة عوامل لتعزيز وجودها في الساحل، من بينها الموارد المالية الضخمة، والتضاريس الوعرة، والصراعات العرقية، والانفلات الأمني الناجم عن انسحاب القوات الدولية والإقليمية، مثل قوات بارخان، بعثة المينوسما، وقوات G5 الساحل.

كما أشار التقرير إلى أن منطقة تندوف باتت تشكل بؤرة خطيرة لبعض التنظيمات الإرهابية، حيث توفر هذه المخيمات بيئة خصبة للتجنيد والاستقطاب تحت غطاء الأنشطة الإنسانية والسياسية، وذكرت الصحيفة أن هناك علاقات مشبوهة بين بعض عناصر جبهة البوليساريو وتنظيمات إرهابية تنشط في منطقة الساحل، مستشهدة بحالة عدنان أبو الوليد الصحراوي، الذي كان قياديا في جبهة البوليساريو قبل أن ينضم إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ثم يصبح أحد أخطر قادة داعش في الساحل.

وذكرت لوبوان أن المغرب عزز تعاونه الأمني والاستخباراتي مع عدة دول إفريقية، مثل الغابون، كوت ديفوار، غينيا كوناكري، مدغشقر، وتنزانيا، حيث قدمت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DGST) تدريبات متخصصة لعناصر أمنية من هذه الدول، في إطار تبادل الخبرات في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

كما أكدت الصحيفة أن المغرب لا يعتمد فقط على النهج الأمني، بل يتبنى مقاربة شاملة تتضمن مكافحة الأيديولوجيا المتطرفة، حيث أطلق منذ بداية الألفية إصلاحات واسعة في المجال الديني، شملت إعادة هيكلة المؤسسات الدينية، وتعزيز دور العلماء، وإطلاق برامج تأهيلية للأئمة والخطباء لنشر خطاب ديني معتدل يتصدى للفكر المتطرف.

وأبرزت أن المغرب أطلق في عام 2017 برنامجا تأهيليا داخل السجون يعرف باسم “مصالحة”، يستهدف إعادة تأهيل السجناء المدانين في قضايا الإرهاب، عبر مراجعة أفكارهم المتشددة وتصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا البرنامج حقق نجاحا كبيرا، حيث استفاد منه 331 سجينا، حصل 177 منهم على عفو ملكي، فيما تم تخفيف العقوبات لـ39 آخرين، دون تسجيل أي حالات عودة إلى التطرف بين المستفيدين من البرنامج.

كما سلط التقرير الضوء على الدور الريادي للمغرب في تدريب الأئمة الأفارقة، مشيرا إلى أن المملكة وقّعت اتفاقيات مع دول مثل مالي، السنغال، تونس، تشاد، وفرنسا، لتدريب مئات الأئمة سنويا في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، وهو ما يساعد على نشر خطاب ديني وسطي يواجه انتشار التطرف في مناطق تعاني من الانقسامات الأيديولوجية.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.