15 سبتمبر 2025 / 19:40

جديد الترجمات: ابن تيمية والصفات الإلهية

عبد الله الغزي

صدرت، عن مركز نماء للبحوث والدراسات؛ هذه الدراسة التي نلت شرف الإشراف على ترجمتها.

تناولت هذه الدراسة، على نحو أخص؛ تحليل الأسس المنهجية التي بنى عليها تقي الدين ابن تيمية نظريته في الصفات الإلهية، وقد عدها المؤلف لب دراسته. وهذا يعني أن هذه الدراسة، على خلاف الدراسات الأخرى التي تناولت موضوع الصفات لدى ابن تيمية؛ اتجهت إلى بحث الأسس المنهجية بالأصالة، ومع ذلك فلم تتجاهل هذه الدراسة تحليل بعض الصفات في خطاب ابن تيمية؛ لكن في سياق هذه الأسس المنهجية، وقد انتخب المؤلف أربع صفات لتحليلها، كما أنه لم ينس أن يتحدث عن موضوع حلول الحوادث ( = الصفات الاختيارية في معجم ابن تيمية).

وهذه الدراسة، كما سيظهر من فهرس محتوياتها المرفق رابطه بهذا المنشور؛ مقسمة إلى ثلاثة أجزاء: (الأول) يتضمن سيرة ابن تيمية وتاريخ الصفات الإلهية في الإسلام قبل عصره. و(الثاني) الأسس المنهجية للصفات الإلهية لدى ابن تيمية. و(الثالث) فهم ابن تيمية للذات الإلهية وصفاتها. ومن ميزات هذه الدراسة أن المؤلف حرص على تتبع الأدبيات الثانوية ومناقشة مؤلفيها، أما المصادر الأصلية فقد ركز على الرجوع إلى عدد معين من مؤلفات ابن تيمية، وقد استعرضها في فقرة مخصصة لذلك وحاول تقديم تأريخ تقريبي لزمن تأليفها. وقد ألمح المؤلف إلى قضية مهمة، وهي: (هل للدوافع العقدية أثر في ابن تيمية عندما قرر بعض هذه الأسس المنهجية؛ مثل نفي ثنائية الحقيقة والمجاز؟)، وقد أشار إلى بعض القراءات التي نفت أن يكون ابن تيمية قدم قراءته في هذه الأسس المنهجية بتأثير من الدوافع العقدية.

وهذه الأسس المنهجية -وهي كما أسلفت تعد لب الدراسة- التي تناولها المؤلف في الجزء الثاني هي بإيجاز:

(الأول: الأسس الأنطولوجية) تناول فيه مصطلح الوجود والتماثل والتشابه والمفاهيم الكلية والسببية والمكان والزمان.

(الثاني: الأسس اللغوية) وتناول فيه ثنائية الحقيقة والمجاز.

(الثالث: الأسس الهيرمينوطيقية) وتناول فيه ثنائية المحكم والمتشابه ومصطلح التأويل ونقد القانون الكلي الكلامي.

(الرابع: الأسس الإبستمولوجية) تناول فيه إجراء القياس في العقيدة وجدل ابن تيمية مع فخر الدين الرازي حول القيمة المعرفية للأدلة السمعية.

وإن هذه الدراسة في أصلها -المكتوبة باللغة الألمانية- أطروحة دكتوراة، صدرت في عام: (2019م)، وقد حصل المؤلف على جائزتين فور صدورها، وهما: جائزة أفضل أطروحة دكتوراة لعام: (2019م) من أكاديمية الإسلام في البحث والمجتمع، وجائزة الكتاب الإسلامي الكلاسيكي عن دار جورجياس للنشر لعام: (2020م). وهذه الترجمة العربية هي ترجمة للترجمة الإنجليزية لهذه الأطروحة التي صدرت عن دار بريل في مطلع عام: (2024م) بترجمة شريف الطوبجي، وقد قام بهذه المهمة الصديقان: محمد مجدي السيد من جمهورية مصر العربية، و محمد إياد عطون من دولة فلسطين. كما تكرم المؤلف بمراجعة الترجمة العربية وكتابة تقديم لها، هو مرفق مع فهرس محتويات الدراسة. وقد كتبت لهذه الترجمة مقدمة بلغت 30 صفحة نالت استحسان المؤلف مع تحفظه على بعض ما ورد فيها، كما علقت بعض التعليقات على متن الدراسة، وقد قبل المؤلف -مشكورًا- أن تضاف، إلا أنه استبعد بعض التعليقات وطلب حذفها، إما لأنه غيّر متن الدراسة بحيث لا يكون لتعليقي مناسبة، وإما لأنه رأى أنه لا حاجة له أصلًا. وستتوفر هذه الدراسة في معرض الرياض القادم -إن شاء الله- الذي سيقام بتاريخ: (1447/4/10هـ | 2025/10/2م) لدى مركز نماء للبحوث والدراسات في جناح (B14).

وأتقدم بالشكر والتقدير لكل من أسهم في إنجاز ترجمة هذه الدراسة؛ ابتداء من المؤلف الذي كان قمة في التواضع وحسن التفاعل مع فريق الترجمة؛ إلى الصديقين المترجمين وإني أقدر لهما تحملهما لإزعاجي وصبرهما على تأخري عليهما بسبب الانهماك في أعمالي الأخرى؛ إلى مركز نماء بكافة طاقم العمل فيه، من المدير العام له: ياسر المطرفي ، من المملكة العربية السعودية، إلى: محمد محسن ، إلى: عبد الرحمن محمد ، إلى: سعد خضر، ثلاثتهم من جمهورية مصر العربية. كما لا أنسى هنا شكر: سامي السميري، من المملكة العربية السعودية، أحد أبرز المتخصصين في خطاب ابن تيمية الكلامي والفلسفي الذي تكرم بمراجعة هذا العمل، إضافة إلى: Mohammad Al Husaini ، من الجمهورية اليمنية، الذي تكرم بمراجعة مقدمتي لهذه الترجمة. فلهم منا جميعًا كل الشكر والتقدير على الجهود التي بذلوها للإسهام في إنجاز هذا العمل.

وإني أرجو أن يثري هذا الإصدار الجديد حقل الدراسات التيمية الذي ما زال -مع بالغ الأسف- يتذبذب، في عالمنا العربي؛ بين جهتين متطرفتين، وهما: «التقديس»، و«التدنيس».

وأخيرًا؛ فإني أسأل الله التوفيق والسداد لإتمام بقية المشاريع العلمية والأفكار البحثية على أحسن وجه.