رشيد المباركي
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن تنظيم الدولة الإسلامية عاد إلى الظهور في سوريا، مستفيدا من تراجع الوجود الأمريكي وانهيار نظام بشار الأسد لتجنيد مقاتلين جدد وتوسيع نطاق نشاطه. وأشارت إلى أن هجوما شنّه مسلحون من التنظيم على شاحنة تقلّ جنديين من قوات سوريا الديمقراطية في مدينة هجين أدى إلى مقتلهما، ما أثار مخاوف السكان الذين قالوا إن التنظيم “عاد إلى مدينتنا”.
وأوضحت الصحيفة أن قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، كانت قد ساهمت في إسقاط “إمبراطورية” التنظيم التي حكمت ملايين الأشخاص وجمعت مئات الملايين من الدولارات، إلا أن هذا الانتصار بات يتآكل. ووفقا لقادة عسكريين أمريكيين وأكراد، فإن التنظيم، الذي أصبح الآن حركة تمرد متنقلة، يستغل الفوضى الناتجة عن انهيار النظام السوري وغياب القوات الأمريكية. كما أفادت أن التنظيم نفذ 117 هجوما في شمال شرق سوريا حتى غشت، مقارنة بـ73 هجوما خلال عام 2024 بأكمله، معظمها في محافظة دير الزور التي تضم نحو 3 آلاف مقاتل من التنظيم. وقال القائد الكردي غوران تل تمير إن “انسحاب القوات الأمريكية يشجع داعش على زيادة هجماته”، مشيرا إلى صعوبات في ضبط الأمن وسط ازدياد الشكاوى من السكان.
أضافت الصحيفة أيضا أن المقاتلين أصبحوا يعملون في خلايا صغيرة تضم أربعة أو خمسة أشخاص فقط، يستخدمون تكتيكات الكر والفر وزراعة العبوات الناسفة، ما يجعل القضاء عليهم صعبا. وقال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب، سييمند علي، إن هذا الأسلوب “يوفر عليهم المال ويجعل اكتشافهم صعبا”. ولفتت إلى أن المسلحين لم يعودوا يرتدون زيا موحدا أو يرفعون راياتهم السوداء، ومعظمهم سوريون يندمجون بسهولة مع السكان المحليين. وأشارت إلى أن كبار قادة قوات سوريا الديمقراطية أصبحوا أهدافا رئيسية، إذ اغتيل عدد منهم هذا العام، بينهم القائد خبّاط شيدي الذي نجا من محاولة اغتيال في مارس بعد هجومٍ بقذائف “آر بي جي” نفذه أفراد من قبيلته.