19 أكتوبر 2025 / 13:38

تقرير: انخفاض وتيرة العنف الإرهابي بغرب إفريقيا بنسبة 18%

كشف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن تسجيل تراجع نسبي في وتيرة العمليات الإرهابية بمنطقة غرب إفريقيا خلال شهر شتنبر 2025، مقارنة بالشهر السابق، وفق ما ورد في أحدث تقاريره الدورية حول تطور النشاط الإرهابي في القارة.

وأوضح المرصد أن نسبة التراجع بلغت 18% في عدد العمليات، حيث لم يُسجل سوى 9 هجمات خلال الشهر، فيما انخفض عدد الضحايا بنسبة 58% ليصل إلى 141 قتيلا، إلى جانب اختطاف 45 شخصا.

وأشار التقرير إلى أن انخفاض عدد العمليات لا يعني تراجع خطورة التهديد، إذ إن بعض الهجمات كانت عالية الكثافة واستهدفت مناطق استراتيجية.

وفي ما يخص التمركز الجغرافي للعمليات الإرهابية، احتفظت نيجيريا بصدارة الدول الأكثر تضررا، مسجلة 4 عمليات شكلت 44% من إجمالي النشاط الإرهابي في المنطقة، وأدت إلى مقتل 90 شخصا (64% من مجموع الضحايا)، إضافة إلى جميع حالات الاختطاف المسجلة خلال الشهر (45 مختطفًا).

وجاءت النيجر في المرتبة الثانية بـ 3 هجمات تمثل 33% من إجمالي العمليات، وأسفرت عن 36 قتيلا، بينما شهدت بوركينا فاسو هجوما واحدا خلف 15 قتيلا.

أما مالي فسجلت عملية محدودة التأثير استهدفت قافلة وقود من دون خسائر بشرية، في حين بقيت السنغال وبنين خارج نطاق التهديدات الإرهابية للشهر الثاني على التوالي، وهو ما يعكس نجاحا أمنيا في تعزيز المنظومة الحدودية واحتواء تمدد الجماعات المتطرفة نحو خليج غينيا.

وبخصوص بوركينا فاسو، فقد سجلت تراجعا واضحا في النشاط الإرهابي خلال شهر شتنبر، إذ لم تشهد سوى هجوم واحد أسفر عن مقتل 15 شخصا، في مؤشر على انخفاض وتيرة العنف مقارنة بالأشهر السابقة.

وفي ما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، نفذت القوات الأمنية في غرب إفريقيا 5 عمليات عسكرية ناجحة خلال سبتمبر، أسفرت عن تحييد 100 عنصر إرهابي.

وتصدر الجيش النيجيري هذه العمليات بواقع 4 تدخلات ميدانية أدت إلى القضاء على 70 عنصرا، فيما نفذ جيش النيجر عملية نوعية تمكن خلالها من قتل 30 إرهابيا.

ورغم تراجع عدد العمليات العسكرية مقارنة بشهر غشت (من 7 إلى 5)، فإن نتائج شتنبر أظهرت تحسنا في الفاعلية الميدانية بعد ارتفاع عدد الإرهابيين المحيدين مقارنة بالشهر السابق.

وأشار المرصد إلى أن التراجع العام في عدد الهجمات يعكس حالة إجهاد ميداني لدى التنظيمات الإرهابية بعد الضربات المكثفة التي تلقتها في يوليو وغشت، لكنه حذر من أن القدرة المستمرة على تنفيذ هجمات نوعية تُظهر مرونة تلك التنظيمات وقدرتها على التكيّف مع الضغوط الأمنية.

وأكد التقرير أن استدامة المكاسب الأمنية تتطلب تعزيز الردع العسكري المشترك بين دول المنطقة، وتكثيف الجهود الاستخباراتية العابرة للحدود، إلى جانب دمج الأبعاد التنموية والاجتماعية في خطط مكافحة التطرف، خاصة في مناطق النزوح والقرى الحدودية التي تشكل بيئة خصبة للتجنيد.

وشدد مرصد الأزهر في ختام تقريره على أن مواجهة الإرهاب في إفريقيا لن تتحقق فقط عبر القوة العسكرية، بل من خلال إعادة الإعمار، والحوكمة المحلية، والتنمية المتوازنة التي تحرم الجماعات المتطرفة من استغلال هشاشة الأوضاع المعيشية لصالحها.