نشرت صحيفة “لوسولاي” السنغالية بالأمس تقريرا بعنوان “Ziarra de Fès : Un pèlerinage spirituel en plein essor” تناولت فيه تنامي الإقبال على تظاهرة “الزيارة” إلى ضريح الشيخ أحمد التيجاني بمدينة فاس، مشيرة إلى أن هذا التقليد الروحي، الذي كان في السابق مقتصرا على نخبة من العلماء والأسر التيجانية، تحول اليوم إلى وجهة تستقطب أعدادا متزايدة من المريدين السنغاليين من مختلف الشرائح الاجتماعية.
وأكد التقرير أن هذه الزيارة، التي تعود جذورها إلى عشرينيات القرن الماضي وتمت مأسستها بعد الحرب العالمية الثانية، شهدت تحولا نوعيا ابتداء من ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن تعرف طفرة واسعة سنة 2012 مع تزايد الرحلات الجوية المباشرة بين داكار والمدن المغربية.
وأوضحت الصحيفة أن وكالات السفر السنغالية باتت تنظم رحلات أسبوعية متزامنة مع المولد النبوي ومناسبات روحية كبرى، مما أسهم في جعل فاس وجهة مركزية للسياحة الدينية.
وأشارت إلى أن زيارة ضريح الشيخ أحمد التيجاني تمنح المريدين شعورا بفيض روحي خاص يعزز إيمانهم وسكينتهم الداخلية، مؤكدة أن هذا التقليد لم يعد حكرا على أتباع الزوايا الكبرى مثل تيفاوان وكولخ وميدنة باي، بل امتد ليشمل قطاعات واسعة من المجتمع السنغالي.
وسلط التقرير الضوء على البعد التاريخي للعلاقات المغربية السنغالية، مذكرا بأن الملك الراحل محمد الخامس خصص دار الكتاني بفاس لإقامة الحجاج السنغاليين، في خطوة رمزية تجسد عمق الروابط الروحية بين البلدين.
كما أبرز الدور المستمر لجامعة القرويين والدروس الحسنية ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في تعزيز هذه الدبلوماسية الدينية.
وخلصت “لوسولاي” إلى أن “زيارة فاس” لم تعد مجرد تقليد تعبدي، بل غدت عنوانا لشراكة روحية متجذرة ودبلوماسية دينية متجددة بين المغرب والسنغال، تترجمها جسور التعاون في الفكر والدين والثقافة.