11 يونيو 2025 / 21:40

تقرير أمريكي: البوليساريو ترتبط بإيران وحزب الله وشبكات الإرهاب في الساحل

حذر تقرير نشره أخيرا مركز “ذا ناشيونال إنتريستThe National Interest الأمريكي من التهديد الذي باتت تشكله جبهة البوليساريو على المغرب والمنطقة برمتها، مشيرا إلى أن “إقامة دولة مستقلة تحت إدارة الجبهة في الصحراء قد تتحول إلى مصدر جديد لعدم الاستقرار الإقليمي”.

وأكد التقرير أن الصحراء المغربية تشهد تحولات جيوسياسية سيكون لها تأثير يتجاوز حدودها، موضحا أن المغرب يمثل حاليا الجدار الأخير أمام احتمال سيطرة جماعة جهادية على الإقليم.

وأوضح التقرير أن دولا عديدة بدأت تعترف بمغربية الصحراء، من بينها الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وإسرائيل، كما أن سوريا الجديدة أقدمت مؤخرا على طرد ممثلي البوليساريو، في تحول اعتبره التقرير مؤشرا على تراجع الدعم الإقليمي للجبهة، التي تواصل تلقي الدعم من إيران والجزائر.

وأشار إلى ما كشفته صحيفة “دي فيلت” الألمانية من وجود اتصالات مباشرة بين البوليساريو وحزب الله، من خلال مكالمات تم اعتراضها بين ممثل الجبهة في سوريا ومندوب للحزب اللبناني، حيث أعرب خلالها عن دعمه لما يسمى بمحور المقاومة، مقترحا تنسيق هجمات على إسرائيل تشمل غزة والجولان وجنوب لبنان والصحراء المغربية، كما طلب الدعم لمهاجمة السفارة الإسرائيلية بالمغرب.

واتهم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إيران بتسليح الجماعات المتطرفة والكيانات الانفصالية داخل المنطقة العربية، متهما إياها بتزويد البوليساريو بطائرات مسيرة، في مسعى لزعزعة الأمن والاستقرار، وهي معلومات أكدها مسؤول بالجبهة سنة 2022.

وسجل التقرير تحولا خطيرا في توجهات البوليساريو، مشيرا إلى أنها لم تعد حركة انفصالية ذات خلفية ماركسية كما في السابق، بل أصبحت منخرطة في تحالفات مع أكثر القوى تطرفا في المنطقة.

وأشار إلى أن مخيمات تندوف، التي تأوي أزيد من 170 ألف شخص، تحولت إلى بؤر لتجنيد الجهاديين ومركز للتنسيق بين شبكات متطرفة تنشط في منطقة الساحل.

كما نبه التقرير إلى أن عددا من قيادات الجماعات الإرهابية خرجوا من رحم البوليساريو، من بينهم عدنان أبو الوليد الصحراوي، زعيم داعش في الساحل، الذي قُتل على يد القوات الفرنسية، بالإضافة إلى خلايا إرهابية مثل “فتح الأندلس” و”الخلافة”، والتي أعلنت ولاءها لتنظيم داعش، في وقت أكدت فيه تقارير استخباراتية ألمانية أن داعش والقاعدة ينشطان بحرية داخل مخيمات تندوف.

ورصد التقرير خروقات متعددة للجبهة، أبرزها إنهاؤها لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دام 29 عاما، واستهدافها للمدنيين المغاربة، فضلا عن تجنيد الأطفال وإرغامهم على مغادرة المدارس للمشاركة في التدريبات العسكرية.

وانتقد التقرير الدعوات الرامية إلى التراجع عن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، مؤكدا أن مثل هذا التوجه لم يعد يخدم مصالح الولايات المتحدة، بل يضر بشريك استراتيجي محوري في مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار بالمنطقة.

وشدد على أن جبهة البوليساريو لم تعد حركة انفصالية تقليدية، بل أضحت حليفا لأعداء واشنطن في المنطقة، وعلى رأسهم إيران وشبكات الإسلام السياسي المتطرف.