28 يونيو 2025 / 11:17

بلاغ استنكاري حول التعدي على حبوس زاوية سيدي عبد القادر بن عجيبة

دين بريس. خاص

نشرت الصفحة الرسمية للزاوية العجيبية بلاغا حول التعدي على حبوس زاوية سيدي عبد القادر بن عجيبة – فرع دشار بن ديبان والتي أسسها رحمه الله فوق قطعة أرضية موهوبة في اسمه سنة 1987، وفي ما يلي، الصن الكامل للبلاغ:

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [التوبة: 18]

والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن اقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين.

الحمد لله الذي شرّف الزوايا، ورفع مقام أهلها، وجعل من أرض الوقف (الحبس) أمانةً في أعناق القائمين على الدين، وجعلها سبيلًا إلى القُرب لا بابًا للربح ولا ميدانًا للاستغلال.

أما بعد،

فإننا في الزاوية الأم ابناء سيدي عبد القادربن عجيبة مولاي عبدالله ومولاي عبد العزيز واحفاذه سيدي حسن و سيدي عبد السلام وسيدي احمد ابناء المشمول برحمة الله سيدي عبد الواحد بن عجيبة

نُعلن استنكارنا الشديد لما يوقع في فرع الزاوية العجيبية بدشار بن ديبان، من شروع بعض الأشخاص في أعمال بناء دنيوي داخل أرض موقوفة (حبوس) تابعة للزاوية، في بناء محالات تجارية، وبيوت للإعدادها للكراء دون إذن، ولا مشاورة، ولا علم لمشيخة الزاوية المركزية، ولا لممثليها الرسميين ولا الروحيين. وتغيير معالمها من الداخل والخارج وهدم مراحضيها العمومية وتحويلها إلى مصلى خاص بالنساء وتحويل الطابق الثاني للزاوية إلى شقة سكنية عائلية وطرد النساء منها بعدما كانت مصلى فسيح لهم.

إن ما جرى يُعد تعدّيًا صريحًا على الوقف، وخيانةً للأمانة، ومخالفةً صريحة لما أُسس عليه نظام الأحباس الذي ارتضاه علماؤنا سُنةً جارية وعبادةً دائمة، لا مجال فيها للربح الشخصي ولا للاستغلال النفعي.

وقد أجمعت المذاهب الفقهية الأربعة على أن الوقف لا يُباع ولا يُوهب ولا يُغيَّر عن شرط الواقف، بل هو حبس مؤبد في سبيل الله.

وقد قال رسول الله ﷺ:

> «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له» [رواه مسلم].

وهذا الحديث الشريف هو أصل في مشروعية الوقف ودوامه، ومن العبث تغييره لغرض دنيوي محض.

وقد نصّ المذهب المالكي صراحةً أن من تصرف في الوقف بغير إذن من الناظر الشرعي، فتصرفه باطل ومردود، ويُمنع ويُعزل إن تمادى.

وإنا لنتساءل في هذا السياق:

بأي حق يُبنى داخل أرضٍ محبسة لأغراض روحانية وتعليمية، وتُحوّل إلى مرفق تجاري دون رجوع لأهل الذكر؟

أين مشاورة الشيخ، وأين احترام النظام الروحي والتاريخي للزاوية؟

ومن الذي أذن بتغيير نية الواقف وتحويل مقصد العبادة إلى مورد دنيوي بلا ضوابط ولا مشورة؟

إننا في الزاوية العجيبيةالام نؤكد أن هذا السلوك يُعدّ طعنًا في أصل الوقف، واعتداءً على مقام الزاوية وهيبتها، ونعلن ما يلي:

أولًا:

رفضنا القاطع لأي بناء أو استغلال تجاري داخل أراضي الزاوية أو فروعهااو ملحقاتها بدون الرجوع إلى الشيخ والمجلس الروحي المعتمد. في الزاوية المركزية التابعة لها جميع الفروع

ثانيًا:

نحتفظ بحقنا الكامل في المتابعة القانونية، والتبليغ لدى الجهات الوصية على الأملاك الحبسية، لوقف هذا الانحراف الخطير. وتقديم كل تورط اسمه في هذا الإعتداء امام العدالة ومحاكمته طبقا للقانون

ثالثًا:

نهيب بكل المريدين والمنتسبين والغيورين على التصوف المغربي الأصيل، أن يُدركوا حجم الخطر المحدق إن تُركت الزوايا فريسة لأطماع من لا خَلاق لهم في السلوك، ولا وفاء لهم في الصحبة.

رابعًا:

نستحضر في هذا المقام قول العارف بالله سيدي أحمد بن عجيبة رضي الله عنه:

> “من تصرف في الوقف بغير نية المتقدمين، انقطعت عنه بركة السابقين، وصار عمله حجة عليه لا له.”

وفي الختام، نسأل الله تعالى أن يحفظ جميع فروع زوايا سيدي عبدالقادر بنعجيبة قدس الله سره ونور ضريحه من كل تحريف وانحراف، وأن يردّ الأمور إلى أهلها، ويحمي أرزاق الوقف من التلاعب والعبث، فهو حسبنا ونعم الوكيل.