دين بريس
بعد توقيع اتفاقات “أبراهام” عام 2020، التي شملت أربع دول عربية هي البحرين، المغرب، السودان، والإمارات، شهدت المنطقة نقاشات واسعة حول جدوى وآفاق هذه الخطوة.
وأبرزت بيانات الباروميتر العربي الأخيرة تغيرا كبيرا في توجهات المغاربة نحو التطبيع، حيث انخفض الدعم من 31% في عام 2021 إلى 13% فقط في عام 2024، هذا التحول مرتبط بالحرب في غزة، حيث أثرت الصور والمشاهد المروعة الواردة من هناك على آراء المواطنين، ما جعل دعم التطبيع مسألة صعبة سياسيا واجتماعيا.
وفي سياق أوسع، كان دعم التطبيع في دول أخرى مثل العراق ولبنان محدودا، مع نسب تأييد لم تتجاوز 13% في المتوسط، ولكن المغرب، الذي كان يمثل حالة أكثر تفاؤلا في البداية، أصبح يعكس الآن حالة الإحباط المتزايد إزاء آفاق التطبيع، خاصة مع تصاعد المشاعر الداعمة للقضية الفلسطينية.
وعلى الرغم من ذلك، يُظهر الاستطلاع استمرار دعم حل الدولتين كأفضل خيار لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ففي المغرب، يدعم 48% من المواطنين هذا الحل، وهو ارتفاع بسبع نقاط مئوية مقارنة بدورة الاستطلاعات السابقة، وتعكس هذه النتيجة زيادة الإيمان بحل يحقق العدالة للفلسطينيين ويؤمن تعايشا سلميا بين الدولتين.
وهكذا، فإن التغيرات الجارية تؤكد أن آمال تحقيق “سلام دافئ” بين إسرائيل والدول العربية تواجه تحديات حقيقية، ويظل مستقبل التطبيع مرهونا بتحقيق نتائج ملموسة تُرضي تطلعات شعوب المنطقة، وعلى رأسها إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=22698