أحمد جاويد / کابل ــ أفغانستان
أصدرت الحکومة المرکزية لباکستان قرارا حكوميا جديدا سيتم بموجبه الحد والتحکم في استهلاک الطاقة الکهربائية إذ تم تعيين الفترة المسموح بها للإستفادة منها.
وقد نص القرار أنه سيمح بالاستهلاک إلى الساعة 8:30 مساءً بالنسبة للأسواق والتجارة العامة، و إلى غاية الساعة 10 ليلاً بالنسبة للقصور المعٙدة للأعراس. ويشمل القرار الصادر کافة الأقاليم. کما أن هناک طروحات مستقبلية أخرى للحکومة تستهدف التحکم في الاستهلاکات الداخلية للأحياء السکنية فيما يتعلق بالمصابيح والمروحيات و المکيفات.
جاء التصريح بهذا القرار على لسان وزير الدفاع الباکستاني “خواجه آصف” بعد اختتام المجلس الوزاري المنعقد في العاصمة. کما أخبر على لسان شهباز شريف رئيس الوزير أنه سيتم التقليص من الاستهلاک بنسبة 30% في المٶسسات و الإدارات الحکومية، و بنسبة 50% في تنوير الأزقة و الشوارع العامة . کما أدلى بعض الوزراء بتصريحات مشابهة لبعض الصحف الإخبارية مفادها أنه بالنظر إلى المصيبة التي حلت بالبلد فإنه يتوجب علينا إحداث تغييرات جذرية في نمط الحياة الداخلية.
هذا وستدخر الحکومة على نفسها من هذه الخطة المعلنة لاستهلاک الطاقة الکهربائية مبلغٙ 62 مليار روبية باکستانية حسب تقديرات وزير الدفاع خواجه آصف.
ولقد أجبرت الحکومة على اتخاذ مثل هذه الخطة الأولية نظرا لعدم الاکتفاء الذاتي وتلبية حجم الاستهلاک الذي تواجهه في مجال الطاقة الکهربائية بسبب النقص في المياه القادمة من أفغانستان. وهذا سيشرح لنا أيضا جانبا من الحرب الباردة بين الجارتين أفغانستان وباکستان التي استمرت لعقود، حيث سعت باکستان لإفشال مشاريع انشاء السدود على أرضية الجارة وجعلتها مستحيلة لتفادي أي أزمة في المياه تحل بها، فوقعت فيما کانت تخشاه علی نفسها لعقود .
هذا وإلى جانب ارتفاع سعر الکهرباء تشهد المواد الغذائية ومواد الإحتراق، هي الأخرى، ارتفاعا حادا في الأسعار غير معهود لدى الشعب الباکستاني. فخلال أسبوع شهد سعر الکيس الواحد من الدقيق، ووزنه 50 کلغ ، زيادة قدرها 400 روبية باکستانية، وهي نسبة مذهلة لأن هذه الزيادة تعادل الأجرة اليومية للعامل في هذا البلد. ويعتبر إقليم ” بوشتونخوا” الأکثر تضررا من الأزمة مقايسة بالأقاليم الأخرى.
باکستان، البلد الزراعي والصناعي المعروف بقمحه، أرزه، خضرواته، تربيته الزراعية و لبنياته، يعيش اليوم على حافة الانهيار بسبب الأمطار الموسمية وفياضاناتها التي أغرقت البلد منذ فترة ودمرت بنيته التحتية؛ منتجاته ومستودعاته و آماله. مما ساعد على تزايد تدني قيمة الروبية العملة المحلية، کما تسبب في أزمة اقتصادية ترتب عليها زعزعة الاستقرار السياسي و الأمني للبلد. و لقد حاولت الحکومة تجاوز الأزمة عن طريق الحصول على القروض المالية الخارجية في وقت سابق ولکن وللأسف کما قال رئيس الوزراء شهباز شريف لا أحد يرد على هاتفه لظن هٶلاء أنه اتصال من أجل طلب دٙين.
فإلى أي حد سيتحمل الشعب الباکستاني الحظر الجديد ويستقبله بالترحاب خاصة في فصل الشتاء أم أنها مغامرة محفوفة بالمخاطر نظرا للأوضاع السياسية والأمنية الراهنة الذي تدق أبواب البلاد بسبب المعارضة السياسية من جهة والمسلحة من جهة وکلاهما يطالب بإسقاط الحکومة. فهل سيتعايش الجميع بسلام وواقعية، لتخطي هذه المرحلة غير المعهودة أم أنها تکون الفرصة للرفع من درجة التأهب ضد مختلف الجرائم والقتل و الاختطاف. و کيف ستنجح إدارة المخابرات الحربية التي تحکم البلد منذ نشأته أن تحافظ على التوازن المطلوب لإنقاذ البلد من عاصفة جديدة تنتظره.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=19405