19 مارس 2025 / 10:23

باحثون يناقشون دور التصوف في أفريقيا ضمن إصدار جديد

صدر حديثا عن المركز الديمقراطي العربي بألمانيا، وبالتعاون مع المركز الجامعي للدراسات والبحوث الإفريقية بجامعة محمد الأول بوجدة بالمغرب، كتاب جماعي جديد بعنوان “إفريقيا والتصوف: الأبعاد الروحية والاجتماعية والتنموية”، تحت إشراف وتحرير الباحثين وسام شهير وسعيد الأشعري، بمشاركة نخبة من الباحثين المتخصصين في قضايا التصوف والروحانية والتنمية في القارة الأفريقية.

ويسلط هذا الكتاب الضوء على التنوع الثقافي والديني الفريد الذي تتميز به أفريقيا، حيث تتداخل التيارات الروحية والفكرية لتشكل نسيجا إنسانيا يعكس تفاعل الموروث الديني مع التحديات الاجتماعية والتنموية.

ويبرز التصوف الإسلامي، حسب تقديم الكتاب، كأحد العناصر الأساسية في تشكيل الهوية الروحية والاجتماعية للقارة، إذ لم يكن مجرد ممارسة دينية فردية، بل تحول إلى قوة ديناميكية أثرت بعمق في المجتمعات الأفريقية، وساهم في تعزيز قيم التسامح، السلام، والعدالة، فضلا عن دوره في تجاوز الانقسامات العرقية والدينية، وخلق مساحات للحوار والتعايش.

ويعالج الكتاب الدور الحيوي الذي لعبته الطرق الصوفية في نشر المعرفة الدينية والروحية، وتشكيل الوعي الجماعي للأفراد والمجتمعات، كما يتطرق إلى تأثيرها في بناء الكيانات السياسية والاجتماعية، حيث أصبحت الصوفية جزء من البنية الثقافية والسياسية في العديد من الدول الأفريقية، وأسهمت في ترسيخ الاستقرار المجتمعي وتجاوز الأزمات.

وفي سياق أكثر راهنية، يتناول الكتاب أيضا كيفية مساهمة التصوف في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، حيث لم تقتصر الطرق الصوفية على الأبعاد الروحية فقط، بل عملت على تقديم نماذج تنموية مستوحاة من القيم الصوفية، ما جعلها شريكا فاعلا في عمليات التنمية المستدامة في القارة.

يأتي هذا الإصدار ضمن جهود دعم البحث العلمي وتسليط الضوء على الأبعاد المختلفة للتصوف في أفريقيا، ليكون مرجعا مهما للباحثين والمهتمين بالدراسات الروحية والاجتماعية والتنموية في القارة الأفريقية.