نظم المجلس العلمي المحلي لعمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا، يوم الجمعة الماضي، ندوة علمية بعنوان “صوفية البحر والتأسيس لحياة المعنى”، بشراكة مع مختبر السرديات والخطابات الثقافية بكلية الآداب بنمسيك، وبتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية.
واحتضن ضريح الولي الصالح سيدي عبد الرحمان بعين الذياب هذا اللقاء، الذي خُصص للأطر الأكاديمية والطلبة الباحثين وعموم المهتمين بقضايا التصوف والفكر.
ويأتي تنظيم هذه الندوة في سياق فعاليات الملتقى السنوي الثاني للمجلس العلمي المحلي، الذي ينعقد هذه السنة احتفاء بالذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش، تحت شعار: “الحكمة المغربية؛ إمامة رشيدة وهوية روحية سديدة”.
كما يندرج هذا النشاط ضمن رؤية المجلس الرامية إلى تعزيز انفتاحه على المحيط العلمي والثقافي، وتفعيل الحضور المعرفي في الفضاءات الروحية ذات العمق الرمزي والاجتماعي.
افتتحت الجلسة بتلاوة قرآنية بصيغة مغربية، تلتها كلمة باسم اللجنة التنظيمية ألقتها الأستاذة رشيدة العلوي، عضو المجلس العلمي، استعرضت فيها الإطار العام للندوة وأهدافها الفكرية.
كما قدّم الدكتور شعيب حليفي، مدير مختبر السرديات، مداخلة افتتاحية سلّط فيها الضوء على أبعاد التعاون المؤسساتي بين الحقلين الديني والثقافي.
وتميّزت أشغال الندوة بسلسلة من المداخلات التي تناولت موضوع البحر في علاقته بالتصوف من زوايا متقاطعة، حيث ناقشت الدكتورة رتيبة ركلمة البعد المعماري لرباطات الساحل من خلال نموذج “رباط تيط”، فيما تناول الدكتور حكيم الفضيل الإدريسي البعد الرمزي لمفهوم “مجمع البحرين” ومسلك السعادتين في التصور الصوفي.
أما الدكتورة حسناء الزعرية الصادق فقد قاربت الموضوع من منظور علم النفس الإنساني، مبرزة التفاعل بين التجربة الصوفية والمقاربات النفسية المعاصرة.
وتناول الدكتور عبد الوافي مدفون دور أولياء الربط في تشكيل الذاكرة الساحلية والبعد التنموي لحضورهم، بينما خصص الأستاذ محمد واعزيز مداخلته لقراءة رمزية البحر في الأدب العرفاني، باعتباره فضاءً للتحوّل والتحرر والتأمل الوجودي، وأدار الجلسات الدكتور إدريس قصور، الذي أضاء الندوة بتعقيبات علمية وتاريخية أغنت الحوار.
ــــــــــ
الصورة من صفحة المجلس العلمي لأنفا