أفاد مصدر موثوق لجريدة “دين بريس” أن شرطة بلدية أغيلاس águilas بمنطقة مورسيا (جنوب شرق إسبانيا)، فتحت في الأسابيع الماضية، تحقيقا قضائيا مع “منير بنجلون الاندلسي”، رئيس فيدرالية الهيئات الدينية الإسلامية بإسبانيا (الفيري)، وأحد الشخصيات المعروفة في بلاد المهجر والمحسوبة على جماعة العدل والإحسان.
وحرّرت الشرطة محاضر قضائية ضد “بنجلون”، حيث وجَّهت إليه تهما مثل التحريض على الهجرة السرية، وانتهاك قانون الشغل الإسباني، وعدم التصريح بالعمال لدى الضمان الاجتماعي، وهي كلها مخالفات وجرائم يعاقب عليها القانون الإسباني، وقد تصل فيها العقوبات إلى حد السجن.
جاءت هذه الاتهامات الخطيرة ـ يضيف المصدر ـ بعد قيام السلطات المحلية بحملة تفتيش مباغتة لشركة في ملكية “بنجلون” كانت بصدد بناء مسجد بالمنطقة، فتمكَّنت تلك المصالح من معاينة مجموعة من الانتهاكات القانونية، على رأسها تشغيل مهاجرين مغاربة بطريقة سرية، وبدون عقود عمل، إضافة إلى حرمانهم من حقوقهم القانونية، وذلك بالامتناع عن التصريح بهم لدى مؤسسة الضمان الاجتماعي.
وبعد إثبات هذه الجرائم ضد “بنجلون” وشركته، تم إطلاق سراحه بكفالة تقارب 20 ألف يورو، مع إلزامه بالرد القانوني على التهم الموجهة إليه من قبل المحكمة المختصة، وهي تهم قد تكون محل عقوبات سالبة للحرية، مع إمكانية الحكم أيضا على المشتبه فيه بغرامات مالية كبيرة.
ينبغي الإشارة إلى أن “بنجلون” يملك، إلى جانب أربعة من شركائه، شركة بناء تحمل اسم “Mosa construcciones, obras y reformas”، والغريب في الأمر، يؤكد المصدر، أن التحقيقات القضائية توصلت إلى أن هذه الشركة غير مُصرَّح بها لدى غرفة التجارة بالمنطقة، وغير مُسجَّلة أيضا لدى مؤسسات التأمين، كما أنها لا تقوم بالتصريحات القانونية للعمال المشتغلين لديها.
وكشف ذات المصدر أن “منير بنجلون”، المعروف في أوساط الجالية المغربية بانتمائه لجماعة العدل والإحسان، توالت فضائحه هذه الأيام، فقد أمضى ليلة بالسجن لدى مركز شرطة ” سان أندريس” San Andrés، وهي منطقة آهلة بالمغاربة، بسبب شكوى جيران أحد البازارات التي يمتلكها “بنجلون” في الحي نفسه، مما مكّن الشرطة الإسبانية من اكتشاف مخالفات أخرى لا تقل خطورة عن سابقاتها، وهي العثور على عقد عمل مزور، إضافة إلى توظيف شخص بطريقة غير قانونية.
وأكد المصدر الموثوق أن مثل هذه الفضائح تمسّ بشكل عميق بسمعة الجالية المغربية بالخارج، كما أنها تكشف عن حقيقة بعض الشخصيات المحسوبة على التيار الإسلامي، التي تدَّعي الطهرانية والأخلاق، لكنها أبانت عن جشعها باستغلال العمال المغاربة في بلاد الغربة، وحرمانهم من حقوقهم القانونية، من أجل تحقيق الأرباح والاغتناء السريع وغير المشروع.
إضافة إلى أن مثل هذه الجرائم تتم باسم الدين والعمل الخيري وبناء المساجد، مما يطرح تساؤلات كثيرة عن خلفيات ونوايا بعض “الإسلاميين” الناشطين في الهيآت الممثلة للجالية المغربية بالخارج، وعن حجم الأموال التي يديرونها باسم أعمال البر والإحسان، وهل لذلك علاقة بالجمعيات الدينية التي ينتمون إليها بالداخل؟
سعيد الراشيدي ـ خاص بدين بريس
المصدر : https://dinpresse.net/?p=10367