يعد محمد أمجاهد الذي أصدر كتابه الثاني حول العنصرية تحت عنوان “الوصم الأبيض: مقدمة في الفكر المناهض للعنصرية” أحد الشباب المغاربة الذين يعيشون في ألمانيا، ويشاركون في معالجة قضايا المجتمع الحساسة بكل جرءة، وشجاعة.
محمد أمجاهد الذي استفاد من خبرة والديه اللذين قررا العودة به مع بقية الأسرة إلى المغرب، وعمره سبع سنوات بسبب إحساسهما بوجود تعامل عنصري من قبل الموظفين في مصالح الدولة في حيهما. ولكنه عاد إلى ألمانيا للدراسة بعد حصوله على شهادة الباكالوريا، مزودا بهمة عالية ليصبح صحافيا يكتب في قضايا حقوق الإنسان، والعنصرية، ويكسب بذلك في وقت قصير اهتمام المتابعين.
يعتبر كتابه الثاني استكمالا لمسيرة عمل دؤوب ضمن جزءا منه كتابَه الأول الذي صدر له سنة 2017 تحت عنوان “بين البيض، ماذا يعنيه أن تكون متميزًا”. وقد ركز فيه على المجالات التي تستشري فيها العنصرية، ومظاهر ذلك الاستشراء، سالكا في ذلك سبيلا خاصا، تميز بملاحظات لافتة عبر عنها بلغة خاصة معبرة.
أما كتابه الأخير، فقد تميز بثلاث ميزات أساسية تحمل طابع الإيقاظ من الغفلة التي تكتسح المجتمع تجاه هذه الآفة:
الأولى: التعمق في تحليل تصرفات كثير من الناس في المجتمع تعبر عن العنصرية، وتؤدي رسالة مفادها أنني أفضل منك، رغم أن صاحب التصرف قد لا يشعر بذلك.
الثانية: الدخول في ملفات شائكة محفوفة بكثير من المخاطر، وكشف كثير من تفاصيلها، وذلك مثل تسلل العنصرية إلى مؤسسات الدولة الرسمية التي كانت من المفروض أن تحمي الناس من خطرها.
الثالثة: اقتراح سلسلة من الحلول العملية التي يمكن أن تطرح للنقاش داخل الأسر، والمحافل.
جمعت كتاباته بين قراءة الموجود من المؤلفات، وملاحظاته في الواقع، مما جعل لكتابته وقعا خاصا على المهتمين حيث انهالت عليه دعوات الكثيرن منهم لإجراء الحوار معه في الموضوع، كما رشحته مؤسسات مهمة للحصول على جوائزها.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=13751