قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، محمد بن عبد الكريم العيسى، اليوم الجمعة بالرباط، ان وثيقة مكة المكرمة الصادرة عن المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال سنة 2019، دعت إلى العيش المشترك الآمن بين جميع المكونات الدينية والإثنية والثقافية.
وأوضح عبد الكريم العيسى، في محاضرة ألقاها خلال ندوة علمية نظمتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) تحت عنوان “وثيقة مكة المكرمة: إنجازات وآفاق”، أن الوثيقة بينت موقف الإسلام من الآخر، حيث له حق الوجود والتعايش بسلام واحترامه وضرورة احترام وجوده وكرامته والتعاون معه أيضا، مضيفا أنها أظهرت كذلك أهمية احترام دساتير وقوانين وثقافات الدول، وأبرزت الموقف الإسلامي من التنوع والاختلاف والتعدد الديني والثقافي.
كما بينت الوثيقة، يضيف المتحدث، موقف الاسلام من المرأة، إذ أكدت على أهمية تمكين المرأة ومنحها حقها وعدم التقليل من شأنها، وعدم حجبها عن الوصول إلى ما يمكن أن تصل إليه بقدرتها وكفاءتها، مضيفا أنها أبرزت كذلك موقف الإسلام من التشارك الحضاري والتعايش الإنساني ومن الحريات، وموضحا أن وثيقة مكة المكرمة بينت أن الحريات مكفولة للجميع ولكن دون فوضى.
وسجل رئيس هيئة علماء المسلمين أن هذه الوثيقة تميزت بحضور جميع الأطياف الإسلامية لإصدارها، بموافقة 27 مذهبا من الدول الإسلامية الكاملة ومن دول الأقليات الإسلامية، مذكرا بحضور 1200 من المفتين والعلماء وأزيد من 4 آلاف و500 مفكر إسلامي، الذين صادقوا على هذه الوثيقة التي تحمل الفكر الإسلامي المستنير.
وأشار عبد الكريم العيسى إلى أن هذه الوثيقة، التي جاءت في إطار متطلب عصري، استأنست بوثيقة المدينة المنورة، التي وقعها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مع عموم التنوع الديني والثقافي بالمدينة المنورة، والتي تعتبر أول وثيقة في التاريخ الإنساني تحفظ الحقوق المدنية والدينية وتحديدا التنوع الديني وترعى الحق العام والخاص لعموم التنوع الثقافي وغيره وتحفظ حريات الجميع في التدين وخصوصيات المدنية.
وأوضح أن وثيقة مكة التي تروم تعزيز الوعي الإسلامي، وتحديدا لشباب الأمة الإسلامية، جاءت لتبين للعالم أجمعين بأن حراس الشريعة هم على قدر المسؤولية واضطلعوا بواجبهم العلمي والفكري، وهم يتوافقون على مهمات تحتاجها الأمة وتحتاجها الانسانية.
من جهته، عبر المدير العام لمنظمة (إيسيسكو)، سالم بن محمد المالك، عن اعتزاز المنظمة باستضافة رئيس هيئة علماء المسلمين، مشيرا إلى هذه الوثيقة الباسمة اهتمت بعمارة الأرض ورسخت مكارم الإنسان لكي تتصدى ووثائق كرائم أخريات، بأجل مهمة عرفانية حضارية تسعى عن وافر علم ومصداقية وفهم وواقعية لنهضة أمة النهج الوسط المبين والاعتدال الراسخ.
يذكر أن “وثيقة مكة المكرمة” التي صدرت عن ألف ومائتين من كبار مفتي وعلماء الأمة الإسلامية على هامش المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة تعتبر إطارا مرجعيا معاصرا، حيث تتضمن 27 بندا تعيد دور الحضارة الإسلامية في تكريم الإنسان وترسيخ قيم التعايش لصالح البشرية.
ومع
المصدر : https://dinpresse.net/?p=14563