حتضنت العاصمة القطرية الدوحة أشغال المؤتمر الدولي حول “أخلاقيات الذكاء الاصطناعي: ملتقى القيم الأخلاقية والثورة التقنية”، الذي نظمته جامعة حمد بن خليفة، ما بين 28 و29 من شهر شتنبر، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء وصنّاع السياسات من مختلف أنحاء العالم.
وشكّل المؤتمر منصة حوارية جمعت بين خبراء التقنية وممثلي المرجعيات الفكرية والدينية، لبحث التحديات التي تطرحها التطبيقات المتسارعة للذكاء الاصطناعي على المنظومة الأخلاقية والإنسانية. وقد تركزت المداولات حول ضرورة أن تواكب التطورات التكنولوجية مرجعيات قيمية تعزز كرامة الإنسان وتحفظ التوازن بين التقدم العلمي والمسؤولية المجتمعية.
وأكد المتدخلون أن الخطورة تكمن في أن تتحول تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى أدوات لا تخضع لأي ضوابط، بما يفتح المجال لانتهاكات خطيرة تطال الخصوصية والعدالة وحتى مفاهيم الهوية الإنسانية.
وشدد المؤتمر على أن المرجعيات الدينية والإنسانية مدعوة للاضطلاع بدور أساسي في صياغة أطر أخلاقية عالمية، تضع حدودا واضحة أمام الاستخدامات التي تمس جوهر القيم الروحية والإنسانية.
ويأتي تنظيم هذا المؤتمر ليعكس تزايد الوعي الدولي بأهمية توحيد الجهود بين المؤسسات الأكاديمية والدينية والهيئات السياسية، من أجل بناء ميثاق أخلاقي عالمي للذكاء الاصطناعي، يوازن بين ضرورات الابتكار ومتطلبات العدالة والرحمة وحفظ كرامة الإنسان.