نظمت الجماعة الإسلامية الأحمدية ملتقاها السنوي “جلسة سلانة المملكة المتحدة” The Jalsa Salana UK خلال عطلة نهاية الأسبوع في منطقة فارنهام بمقاطعة ساري البريطانية، بمشاركة نحو 55 ألف شخص من بينهم عشرة آلاف متطوع، إلى جانب ضيوف ووفود من مختلف أنحاء العالم.
وشهد الحدث، الذي يُعد من أبرز التجمعات الدينية في بريطانيا، إقامة سلسلة من المعارض والندوات التي تناولت مواضيع متعددة، من بينها السلام، وحماية البيئة، والتعليم، والمساعدات الإنسانية، والزراعة، إلى جانب جلسات دينية وخطب روحية، أبرزها كلمة الخليفة الخامس للجماعة، ميرزا مسرور أحمد Hazrat Mirza Masroor، الذي دعا إلى تعزيز القيم الإنسانية والتعايش السلمي.
وخصص الملتقى فضاءات منفصلة للنساء والرجال، وفق تقاليد الجماعة، مع ترك حرية التنقل للنساء بين الجانبين.
وركزت فعاليات اليوم الختامي على البعد الروحي والتربوي، من خلال الصلوات الجماعية والاستماع إلى المواعظ الدينية.
وتزامن الملتقى مع نشر نتائج استطلاع للرأي أنجزته مؤسسة “يوغوف” بتكليف من الجماعة، كشف أن 53% من البريطانيين يعتقدون أن الإسلام لا يتماشى مع القيم البريطانية، فيما رأى 49% أن النساء المسلمات يرتدين الحجاب تحت ضغط أسري أو اجتماعي.
وقد أثارت هذه النتائج تفاعلا داخل الملتقى، خصوصا من جانب المشاركات المسلمات اللواتي أعربن عن استغرابهن من تلك التصورات، مؤكدات أن ارتداء الحجاب يمثل خيارا شخصيا يستند إلى قناعة دينية.
وفي تصريحات نُشرت على هامش الفعالية، عبرت عدد من المشاركات عن قلقهن من أثر هذه التصورات على النقاشات العامة حول الحجاب في بريطانيا، خصوصا في ظل تجدد الدعوات السياسية لفتح نقاش وطني حول حظر بعض أغطية الوجه، كما هو الحال في عدد من الدول الأوروبية.
وتؤكد الجماعة الأحمدية أن هذه التظاهرة السنوية تسعى إلى تعزيز التفاهم بين المجتمعات، وتقديم صورة إيجابية عن المسلمين في بريطانيا، مشددة على أهمية الحوار والانفتاح في مواجهة الأحكام المسبقة وسوء الفهم المرتبط ببعض القضايا الدينية.
تأسست الجماعة الأحمدية سنة 1889 في الهند على يد ميرزا غلام أحمد، وتعرض أتباعها للاضطهاد، خاصة في باكستان، وانتقل مقرها إلى لندن عام 1984، وتواصل الجماعة أنشطتها الدعوية والخيرية في أكثر من 200 بلد، وتُعد جلسة سلانة ببريطانيا أبرز تجمع سنوي لها.