شكير بوشعيب
على الرغم من أن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني والأمين العام لحزب البيجيدي تصدر مشهد التوقيع على اتفاقية استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل ، في لقطة دخلت التاريخ. لكن بعض المغيبين من أنصار الحزب لا يزالون يروجون في النقاشات والمنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي بأن هذا التوقيع لم يكن إلا بروتوكوليا وأن موقف الحزب من قضية التطبيع مع إسرائيل لم ولن يتغير.
إن حالة التناقض بين القناعات والسلوكات وعدم الاتساق الفكري التي يعيشها الحزب حاليا تسمى في علم النفس الاجتماعي التنافر المعرفي cognitive dissonance.
وتفترض هذه النظرية الشهيرة أن الناس لايحبذون التصرف خلافا لاعتقاداتهم وقناعاتهم الفكرية ، لكنهم عندما يسلكون طرائق تتعارض مع مايحملونه من اعتقادات تنتابهم حالة من الضيق والتوتر وعدم الراحة النفسية ، فيلجأون الى التبرير والتخفيف من حالة التناقض هذه وربما إنكارها ، أو تأويلها والتغطية عليها.
لهذا نلاحظ أن قيادة الحزب تجتهد في إعطاء مجموعة من المبررات الواهية للتملص من مسؤولياتهم التاريخية والتغطية على جبنهم السياسي في مواجهة الأمر الواقع من قبيل محدودية تدخلهم في صناعة القرار المتعلق بالعلاقات الخارجية للمملكة وأنه لا يمكن الاصطدام مع الدولة وأن السيد العثماني وقع بصفته الحكومية وليست الحزبية وغيرها من الدفوعات والحجج الضعيفة وغير المقنعة.
وهذا يصطلح عليه بشكل أدق الإنحياز التأكيدي confirmation bias الذي يمثل بكل تبسيط ميل الفرد أو جماعة واستماتتهم للبحث عن أدلة تثبت صحة معلوماتهم ومواقفهم السابقة وتبريرها، حتى إن كانت خاطئة بطريقة تتوافق مع مصالحهم ومعتقداتهم وعاداتهم وافتراضاتهم التي نشأوا عليها واكتسبوها من بيئتهم، بعيدا عن الصالح العام.
المؤسف أن الانحياز التأكيدي الذي تمارسة قيادة البيجدي وبعض أعضائها ليس من باب الجهل، بل الكل يعلم بالمطالبات والمتطلبات اللازمة ولكنه يتجاهلها أو يحاول تجهيل الناس وممارسة الكذب عليهم وتضليلهم عبر إخفاء الحقيقة عنهم، وضخ مجموعة من الأكاذيب حول ما يدور في البلد وحول إدارتهم لشؤونه.
Source : https://dinpresse.net/?p=13605