دين بريس. رشيد المباركي
تحدث الأنثروبولوجي عمر بوم عن مجال اشتغاله حول الهجرة والذي انطلاق بأبحاث حول الحركية الداخلية لسكان مناطق طاطا وكلميم في اتجاه باقي المدن المغربية، ثم انتقاله إلى الاشتغال حول هجرات اليهود في المغرب وشمال إفريقيا والعوامل التي أعطت هذه الهجرات، ومن ثم الاشتغال في الوقت الراهن على الهجرة المغربية اليهودية والمسلمة في الأمريكيتين وإشكاليات اندماج هؤلاء المغاربة وعوامله سواء في دول مثل كندا والولايات المتحدة ودول جنوبية كالأرجنتين والبرازيل.
جاء ذلك في مداخلة الباحث ضمن ندوة نظمت أول أمس وعرفت مشاركة باحثين من المغرب ومن أمريكا ومن فرنسا وبلجيكا، تحت عنوان “ديناميات البحث حول الهجرات: نحو أجندة وطنية مغربية”، والتي نظمت بشراكة بين مجلس الجالية المغربية بالخارج والجامعة الدولية للرباط في إطار الدورة 30 للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط.
وحول المستوى الذي وصل إليه البحث بخصوص هذا الموضوع، يرى عمر بوم أنه على عكس الولايات المتحدة حيث كانت الهجرة المغربية اليهودية والمسلمة غير متوقعة وبالتالي فإن المعطيات التي بدأت تتوفر حولها لم تصل بعد مرحلة “التنظير” وهذه الهجرة ما زالت في مرحلة “اللامرئي invisible”، فإن الهجرة المغربية في كندا التي بدأت في السبعينات أعطت اليوم حضورا إداريا وثقافيا وسياسيا للمسلمين واليهود خاصة في مدن مثل تورونتو ومونتريال.
الباحث في جامعة كاليفورنيا أبرز إشكالية غياب المعطيات في مجال اشتغاله، مما يفرض الانتقال إلى العمل الميداني والدراسة الاثنوغرافية، وخلق علاقات في أماكن تواجد المهاجرين المغاربة خاصة الأماكن الدينية كالبيع بالنسبة لليهود والمساجد بالنسبة للمسلمين لتحديد حضورهم جغرافيا في المدن التي يتواجدون بها من أجل وضع خرائط بحثية، وهو ما أظهر تعقد هذه الهجرة وصعوبات التواصل بين مكوناتها، مؤكدا على محورية الجامعة في تجميع المعلومات وإيجاد أجوبة على إشكاليات الهجرة.