دين بريس ـ وكالات
جرى افتتاح كاتدرائية “نوتردام” اليوم في باريس، في احتفالية مهيبة بعد خمس سنوات من أعمال الترميم التي أعقبت الحريق المدمر في أبريل 2019، والذي ألحق أضرارا كبيرة بها.
وتحولت باريس خلال الاحتفالية إلى محور اهتمام عالمي، إذ استضافت نحو 50 من قادة الدول والملوك، فيما تابع الحدث مئات الملايين عبر بث مباشر، مما جعل العاصمة الفرنسية تبدو كـ”عاصمنقل إلى سلة المُهملاتة العالم”.
وبالرغم من الظروف المناخية الصعبة التي تخللت الاحتفال، تم تعديل البرنامج ليُقام الجزء الرسمي والديني داخل الكاتدرائية، حيث عاش الحاضرون لحظة مؤثرة تمثلت في إعادة فتح الأبواب الخشبية الضخمة باستخدام عصا مصنوعة من خشب متفحم جرى إنقاذه من الحريق، في إشارة رمزية إلى تجدد الأمل وانتصار الإرادة.
ووصف القس أوليفييه ريبادو دوما، المسؤول عن الكاتدرائية، الحدث بأنه ليس مجرد افتتاح لمعلم تاريخي، بل رمز للأمل والإصرار، مؤكدا أن الكاتدرائية تجسد قدرة البشر على تحقيق المستحيل.
وأضاف أن استكمال ترميم الكاتدرائية خلال خمس سنوات فقط، رغم أن بناؤها استغرق قرنين من الزمن، يعد إنجازا استثنائيا يعكس التضامن الوطني والدولي.
وقد بلغت التبرعات المخصصة لإعادة البناء 846 مليون يورو، جُمعت من أكثر من 340 ألف متبرع من 150 دولة، منهم شخصيات بارزة وشركات فرنسية قدمت دعما كبيرا، إضافة إلى 50 ألف متبرع أميركي.
وحرص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على متابعة تقدم العمل عن كثب من خلال سبع زيارات رسمية، مما يعكس الأهمية الخاصة التي تحظى بها الكاتدرائية في الوجدان الفرنسي.
ومع توقعات باستقبال 15 مليون زائر سنويا بعد إعادة افتتاحها، تستعيد “نوتردام” مكانتها كواحدة من أبرز المعالم السياحية والثقافية في العالم، مجسدة قيم الوحدة والأمل التي تمثلها فرنسا أمام العالم.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=21872