كشف استطلاع وطني جديد لمركز بيو للأبحاث أن 47% من البالغين في الولايات المتحدة لديهم ارتباط شخصي أو عائلي بالكاثوليكية، سواء من خلال الانتماء الديني المباشر أو عبر روابط ثقافية وأسرية أخرى.
وأوضح التقرير أن 20% من الأميركيين يعرّفون أنفسهم ككاثوليك من حيث الدين، بينما يصف 9% أنفسهم بـ”الكاثوليك الثقافيين”، أي أنهم لا يعتنقون الكاثوليكية دينيا لكنهم يعتبرون أنفسهم كاثوليك لأسباب ثقافية أو عائلية.
كما أشارت النتائج إلى أن 9% من البالغين هم من الكاثوليك السابقين، و9% آخرين يرتبطون بالكاثوليكية من خلال أحد الوالدين أو الشركاء أو من خلال حضور القداس أحيانا، دون انتماء ديني فعلي.
وعند التعمق في سلوكيات الكاثوليك المعلنين عن انتمائهم الديني، أفاد 50% بأنهم يصلّون يوميا، و28% يحضرون القداس أسبوعيا، و23% يذهبون للاعتراف مرة واحدة على الأقل في السنة، بينما 13% فقط يجمعون بين الممارسات الثلاث معا بانتظام.
وفي المقابل، سجل التقرير أن 22% من الكاثوليك نادرا ما يصلون أو لا يصلون مطلقا، و40% نادرا ما يحضرون القداس، و47% لا يذهبون للاعتراف أبدا، فيما يشكل هؤلاء مجتمعين أيضاً نسبة 13% من الكاثوليك الذين لا يؤدون أي من الممارسات الدينية الرئيسية.
وبين هذه الفئات، تقع الأغلبية (74%) من الكاثوليك في مساحة وسطى، حيث يؤدون بعض الممارسات لكن دون انتظام كامل.
وبحسب الاستطلاع، يعتبر 69% من الكاثوليك أن العلاقة الشخصية مع المسيح هي عنصر “أساسي” في هويتهم الدينية، بينما يرى 50% أن التعبد لمريم العذراء يُعد من صميم الكاثوليكية، و47% يرون أن العمل لمساعدة الفقراء أساسي، و46% يربطون هويتهم الدينية بتلقي القربان.
وعن التحول إلى الكاثوليكية، أشار الاستطلاع إلى أن 1.5% من البالغين الأميركيين هم من المتحولين دينيا إلى الكاثوليكية، ويتبين أنهم أكثر انتظاما في الممارسات الدينية من الكاثوليك الذين وُلدوا على الدين، حيث يحضر 38% منهم القداس أسبوعياً مقابل 28% من “الكاثوليك المولودين”، كما يتلقى 58% من المتحولين القربان في كل قداس، مقارنة بـ34% من الكاثوليك الآخرين.
وبين المتحولين، أفاد 49% أن زواجهم أو شريكهم كان السبب الرئيسي في اعتناق الكاثوليكية.
ويكشف التقرير عن ارتباط واسع بين الأميركيين من أصول لاتينية والكاثوليكية، إذ قال 40% من ذوي الأصول اللاتينية إنهم كاثوليك دينيا، و15% يعتبرون أنفسهم كاثوليك ثقافياً، و18% قالوا إنهم كاثوليك سابقون، فيما 9% لديهم روابط أخرى مثل وجود أحد الوالدين أو الزوج/ة كاثوليكياً.
وأبرزت نتائج الاستطلاع أن الممارسات التعبدية بين الكاثوليك من أصول لاتينية أعلى من المتوسط، حيث قال 56% إنهم يحملون رموزا دينية شهريا على الأقل، و46% يشاركون في عبادات موجهة لمريم أو القديسين، و37% يرددون المسبحة شهرياً، و26% يوقدون الشموع أو البخور لأسباب روحية.
وأشارت المعطيات إلى أن 43% من الأميركيين الذين نشأوا كاثوليك لم يعودوا يعرّفون أنفسهم ككاثوليك دينيا، وأبرز أسباب ذلك هي الخلاف مع تعاليم الكنيسة (18%) أو ضعف الالتزام الديني (10%) أو فقدان الإيمان بالله والدين (9%) أو التضرر من فضائح الاعتداءات الجنسية (8%).
وقد أُجري الاستطلاع بين 3 و9 فبراير 2025 وشمل عينة وطنية تمثيلية من 9,544 بالغا، من بينهم 1,787 كاثوليكيا، ويهدف إلى رسم صورة معمقة عن ملامح الحياة الكاثوليكية في الولايات المتحدة قبيل وفاة البابا فرنسيس وانتخاب خليفته البابا ليو الرابع عشر.