16 سبتمبر 2025 / 22:44

استطلاع: ثلثا المسلمين في فرنسا تعرضوا للعنصرية خلال خمس سنوات

أصدر معهد Institut français d’opinion publique (المعهد الفرنسي للرأي العام)، بطلب من الجامع الكبير بباريس، دراسة ميدانية حول واقع التمييز ضد المسلمين في فرنسا، ونشرت نتائجها يوم أمس الاثنين.

اعتمد الاستطلاع على شقين منهجيين، الأول مقابلات هاتفية شملت نحو ألف مسلم في فرنسا أجريت بين 8 غشت و2 شتنبر 2025 ضمن عينة وطنية واسعة، والثاني استبيان ذاتي عبر الإنترنت استهدف أزيد من ألف مسلم في نونبر 2023.

ومكن الجمع بين الطريقتين من الفصل بين أسئلة تتعلق بالتصورات والمواقف وأسئلة ترتبط بالتجارب المباشرة للتمييز.

وأبرزت النتائج أن ثلثي المسلمين في فرنسا، أي ما يعادل 66 في المائة، صرحوا بأنهم تعرضوا لممارسات عنصرية خلال السنوات الخمس الماضية، مقابل 18 في المائة فقط لدى أتباع الديانات الأخرى.

وأفاد 82 في المائة أن الكراهية ضد المسلمين ظاهرة منتشرة، فيما اعتبر 81 في المائة أن هذه الكراهية ازدادت خلال العقد الأخير.

كما أظهر الاستطلاع أن نصف المسلمين تقريبا يخافون من التعرض شخصيا لاعتداء بسبب دينهم، بينما عبر 75 في المائة عن قلقهم من تصاعد العنف الموجه ضد المسلمين بشكل عام.

وتبين من المعطيات أن مجالات العمل والسكن والعلاقة مع الشرطة هي الأكثر عرضة للتمييز، إذ سجل 51 في المائة من المستجوبين عراقيل مرتبطة بالبحث عن وظيفة، و51 في المائة أشاروا إلى تعرضهم لمراقبة شرطية خاصة، فيما واجه 46 في المائة صعوبات مرتبطة بالولوج إلى السكن.

كما كشفت الدراسة أن نسبة التعرض للتمييز ترتفع بشكل خاص لدى النساء المحجبات بنسبة 75 في المائة، ولدى الشباب دون الخامسة والعشرين بنسبة 76 في المائة، وتبلغ أكثر من 81 في المائة لدى من يتحدثون بلكنة بارزة، وترتفع إلى 84 في المائة لدى ذوي الأصول من إفريقيا جنوب الصحراء.

واعتبر الجامع الكبير بباريس أن هذه الأرقام تكشف عن حالة من القلق الجماعي العميق الذي يفرض التعامل مع الإسلاموفوبيا باعتبارها قضية وطنية شاملة، وليس مجرد مطلب لفئة معينة.

ودعا إلى مواجهة هذا الواقع بإجراءات عملية وسياسات عمومية قادرة على إعادة بناء الثقة بين مختلف مكونات المجتمع الفرنسي، وصون مبادئ المساواة والعيش المشترك التي تقوم عليها قيم الجمهورية.