إصلاح التعليم في إفريقيا: رؤية استراتيجية لبناء تحول شامل ومستدام
تحرير: دين بريس
خلال الندوة الإفريقية المخصصة لمنظومة التربية والتكوين وديناميات التحول، قدم محمد أمين الصبيحي، عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، رؤية استراتيجية متكاملة حول واقع التعليم في القارة الإفريقية والتحديات التي تواجهه. وأبرز الصبيحي أن المدرسة أصبحت في صلب الطلب الاجتماعي المتزايد، باعتبارها ركيزة مركزية لتثمين الرأسمال البشري وتعزيز دينامية التنمية الاقتصادية في البلدان الإفريقية.
وأكد أن ورش الإصلاح التعليمي هو مشروع سياسي بالدرجة الأولى، يتطلب تعبئة حكومية واسعة، ورؤية بعيدة المدى تأخذ بعين الاعتبار التحولات المناخية والرقمية والاجتماعية التي تشهدها القارة. وشدد على ضرورة إشراك مختلف الفاعلين في العملية الإصلاحية، وتعزيز آليات الحكامة والالتقائية مع السياسات العمومية، مع الإقرار بأن وتيرة الإصلاح لا تتقاطع دائما مع إيقاع الزمن السياسي.
كما دعا الصبيحي إلى بناء فهم موحّد لمقاصد الإصلاح وتحديد أولوياته بدقة، بما يسمح بتوجيه الجهود بشكل فعال، مع مراعاة إمكانات الموارد البشرية والتربوية المتوفرة. ولفت إلى أهمية تقوية التنسيق بين مختلف المتدخلين، بما في ذلك جمعيات آباء وأمهات التلاميذ، والحرص على الحد من الفوارق التعليمية بين النخب وباقي فئات المجتمع.
وفي ختام مداخلته، دعا الصبيحي الهيئات الاستشارية في الدول الإفريقية إلى الاضطلاع بدور يقظ في مواكبة مؤشرات تطور المنظومات التعليمية، والتدخل لتوجيه السياسات العمومية عند الحاجة، لضمان تحقيق التحولات العميقة والمستدامة التي تتطلع إليها القارة.
التعليقات