إصدار: خطة عمل لحماية العالم من الأزمات البيئية
إيمان شفيق
ماذا لو كانت الأمان الحقيقية في القرن الحادي والعشرين لم يعد تكمن في قوة الأسلحة، بل في قدرتنا على حماية الكائنات الحية؟ الكوكب يهاجم العالم البشري بعنف متزايد. لقد أثر الإنسان على الأرض الفيزيائية، والآن الأرض تؤثر على العالم. لذلك، يجب على الدبلوماسية الحديثة، هذه المشاورات التي دامت قرونًا بين الدول، أن تُعاد ابتكارها على وجه السرعة. كيف قد يبدو شكل ذلك؟
في كتابه “العالم والأرض – كيف نحميهما؟”، يقدم ديفيد فان رايبروك تأملا محفزا، عنوانه إعادة الأرض إلى مركز سياساتنا وخيالنا بصفتها موضوع حقوق، وكيان مستقل بذاته، بدلا من كونها مجرد مورد أو عنصر للاستغلال.
ينتقد المؤلف النموذج السائد لـ “منطق الدولة”، الذي يستند فيه الدبلوماسية إلى المصالح الوطنية الفورية، ويدعو إلى ما يسميه “منطق الأرض”: وهو حوكمة تُمثل فيها المصالح الكوكبية بشكل شرعي سياسيا. وللتغلب على ذلك، يقترح المؤلف استبدال منطق الدولة بـ “منطق الأرض”: بحيث يتم تمثيل مصالح الكوكب من خلال جمعية مدنية على المستوى العالمي، وقد وضعت الأمم المتحدة بالفعل الأسس لها. ويجب أن تشارك هذه الجمعية على قدم المساواة مع الدول في أعمال مؤتمر الأطراف الثلاثين القادم (COP30).
يُظهر المؤلف كيف أن المنطق التقليدي للعلاقات الدولية يصل إلى حدوده في سياق تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي واستنفاد التربة والمحيطات: غالبا ما تتفاوض الدول على نحو عاجل، في حالة طوارئ، مع التركيز أولاً على مصالحها قصيرة المدى، بينما يتطلب الكائن الحي أخذ الاعتبارات بعين الاعتبار على المدى الطويل. ويشير فان ريبرك إلى أن الدبلوماسية لم تعد قادرة على تجاهل “مصالح الكوكب”: يجب إنشاء مؤسسات تمثل الأرض، من خلال البيئات والنظم الإيكولوجية والكائنات غير البشرية.
التعليقات