عند باب الصحراء، على تلال الأطلس الكبير، تستوي قرية محصنة، تزهو بمناظرها الخلابة، وراء أسوارها ذات اللون الأسمر، “أيت بن حدو”، القرية حيث تم تصوير العديد من الأفلام والمسلسلات ذائعة الصيت مثل “صراع العروش”.
عند مدخل هذا الموقع التاريخي الذي صنف تراثا عالميا لليونيسكو، تشعر وكأن الوقت توقف لبرهة، وأنت تقف على ذلك السهل الذي يتربع على قمة الوادي.
على بعد حوالي 30 كيلومتر عن ورزازات، أيت بن حدو هي أشهر قصور الجنوب المغربي، مجمع سكني مبني من الطين . بمجرد ولوج القصر عبر بوابته الضخمة، نجد متاهة معقدة من الزقاق المنعطفة التي تؤدي إلى مكان حيث اعتاد السكان التجمع فيها سابقا.
وبأعلى القرية، لا يزال هنالك مسجد وسقيفة ومقبرتين، واحدة لليهود وأخرى للمسلمين . رحل أغلبية السكان الأصليين تاركين وراءهم بيوتهم للصناع التقليدين الذين حولوها بدورهم لأكشاك.
أرض السينما
يشكل هذا الموقع المعماري الاستثنائي، مشهدا مثاليا للفن السابع، من “لورانس العرب” إلى “المومياء” مرورا بـ”غلاديايتر”، استقبل القصر العديد من أكبر الإنتاجات . كما احتضن الموقع مشاهد عدة لـ”صراع العروش”، حيث أصبحت أيت بن حدو هي المدينة الخيالية “يونكاي” التي احتلتها الشخصية الرئيسية للمسلسل ” دنريس تاجارين” بنجاح.
يعتبر “حمادي”، رجل في الستينيات من عمره، شاهدا على هذا الإيثار السينمائي المتميز، والذي قال عنه بابتسامة عريضة ” كل هذه الأعمال ساهمت في إشهار المنطقة”، حمادي نفسه قد ظهر بالعديد من الأفلام.
ورغم اتخاذه قرار الإقامة بقرية أكثر حداثة بالجانب الأخر من الوادي- كما فعل أغلبية سكان القصر-، إلا أنه يعود إليه لتنظيم جولات للسياح . تشهد الصور المعلقة بحائط مدخل بيت حمادي القديم على الأفلام التي شارك فيها، نراه بجانب المخرج السينمائي “ريدلي سكوت”، مرتديا بذلة روما القديمة خلال تصوير فيلم “غلاديايتر”.
وقال أحمد، مرشد سياحي يبلغ من العمر 29 عاما “نأمل أن نستخدم هذا التراث السينمائي الغني الذي لدينا لجلب السياح”، ويريد الشاب من قريته أيضا أن تعرض المزيد من الأعمال المرموقة التي استضافتها، متأسفا “أنه ليس هناك ما يشير لتصوير صراع العروش هنا”.
على ساحل المحيط الأطلسي بالمغرب، تضمنت مدينة الصويرة أيضا مشاهد من المسلسل، ولكن هنا أيضا، لم يستفد قطاع السياحة، عكس أيرلندا الشمالية، مالطا أو دوبروفنيك، التي تم تصوير المسلسل بأرضها، و التي نجحت في جلب حشد من محبي المسلسل من جميع أنحاء العالم.
وكمعالجة للقضية، يعمل أحمد بمساهمة شباب القرية بقدر استطاعتهم على إنشاء متحف فوتوغرافي قلب القصر، يجمع لقطات التصوير، ومن الممكن افتتاح المتحف قبل عودة مسلسل “صراع العروش” إلى القرية: طلبت القنات التلفزيونية الأمريكية “إتش بي او” (HBO) مقدمة بعنوان “في بيت التنين” (house of the dragon).
وصرح جورج رايموند ريتشارد مارتن، مؤلف الكتب التي تم أخذ المسلسل منها، في تدوينة إلكترونية، أن المغرب سيكون من بين أماكن التصوير.
ترجمة ياسين التوزاني
عن تيل كيل
المصدر : https://dinpresse.net/?p=7013