افتتح مركز تكامل للدراسات والأبحاث بشراكة مع مؤسسة “هانس زايدل”، صباح يومه السبت، ندوته الدولية في موضوع “إشكالية التنوير عند العرب والمسلمين”، بمداخلة للدكتور والكاتب “حسن أوريد” تحت عنوان “لماذا تخلف العرب وتقدم غيرهم من المسلمين”.
وقال “أوريد” إن هذا الموضوع له أهمية كبيرة نظرا لارتباطه بإشكاليات التقدم، وتدارك التأخر التاريخي عند العرب، ومثلما ثار النقاش في مراحل السابقة حول الحداثة والتحديث والتنمية، ينبغي في المرحلة الراهنة أن يتناول البحث بنية الذهن العربي.
ويرى الكاتب أن عصر “الأنوار” هو حدث تاريخي أوروبي، ولا يمكن الأدعاء بأن هذا الحدث وقع في مكان أو زمان آخر، محدِّدا مفهوم التنوير في أنه يعتمد على العقل كقيمة وعلى الحرية الإنسانية، وهما أيضا يرتبطان بمفهوم آخر هو “الاستقلال”، إذ أن فقدانهما يعني التبعية للآخر.
وتحدث المحاضر عن تجربتين في العالم الإسلامي هما تركيا وإيران، على أساس أنهما دولتان فاعلتان في العلاقات الدولية، وتمكنا من تحقيق نوع من الاستقلالية عكس الدول العربية التي لا تزال توجد في وضعية متأثرة بما يجري حولها.
وأرجع “أوريد” أسباب نجاح هاتين التجربتين في كونهما توفقا في خلق تطابق بين القومية والدولة، وتبنيا خطابا تحديثيا عكس الدول العربية التي يغلب عليها “تحديث توفيقي”، ولم يخضعا أيضا للهيمنة الاستعمارية، كما أنهما، أي تركيا وإيران، بقيتا بعيدتين عن الحرب الباردة، على خلاف العالم العربي الذي انغمس في أتونها وتأذى كثيرا من هذا الصراع.
وتابع الكاتب والأديب “أوريد” تحليله بالقول إنه بعد الحرب العاليمة الثانية لعبت بريطانيا، التي كانت تتحكم في 30 في اللمئة من المسلمين، دورا كبيرا في تحديد معالم بنية العالم العربي، عبر وسائل محددة منها، توظيف القومية لإضعاف الامبراطورية العثمانية، وهدم ما يسمى بالرابطة الإسلامية بين دول المنطقة، وتقسيمها إلى مناطق ودول، وخلق أراضي ترعى مصالح بريطانيا عبر إحداث موطن لليهود بأرض فلسطين.
هذه الحقبة يسميها المحاضر بـ”الزمن البريطاني”، لكن بعد هزيمة 67 أمام الكيان الجديد في المنطقة، ظهر ما نعته “أوريد” بـ”الزمن السعودي”، الذي بدأ مع الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، هذا الزمن الذي كانت لديه بدوره رغبة في تحديد معالم المنطقة من جديد وقولبة العالم العربي ومناهضة الاتجاهات التحررية.
وأكد الكاتب في نهاية مداخلته أن العالم العربي يعيش وضعا متأزما، ولتجاوز هذه الحالة يرى “حسن أوريد” أنه لا بد من الخروج من الزمنين معا البريطاني والسعودي، وإجراء المصالحة مع المكونات الداخلية للدول العربية، بما فيها الحركة الاسلامية والتوجهات الليبرالية الأخرى.
يشار إلى أن مركز تكامل للدراسات والأبحاث ينظم بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل ندوة دولية في موضوع “إشكالية التنوير عند العرب والمسلمين” يومي 16 و17 نونبر 2019، وتناقش محاور عديدة تتعلق بالتنوير والحداثة والعلمنة والليبرالية وكثير من القضايا المرتبطة بالفلسفة ونقد الفكر الديني.
ويشارك في اللقاء العلمي نخبة من المفكرين والمثقفين المغاربة مثل الدكتور حسن أوريد، والدكتور محمد موهوب، والدكتور عبد الرحيم علام، والدكتور عادل حدجامي، والدكتور فريد المريني، والدكتور يوسف أشلحي، وغيرهم من الأساتذة والباحثين.
دين بريس
المصدر : https://dinpresse.net/?p=5285
عصاممنذ 5 سنوات
سئل هذا السؤال قبله بقرن من الزمن، هل هناك تجديد؟؟ هل هناك اجتهاد، اقول ان التجديد يكون في التأليف في مكمن الداء، واصلاح الفكر.