اختتمت أمس الأحد في أبوجا بنيجيريا، أشغال الندوة العلمية الدولية لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي نظمت حول موضوع ”التراث الإسلامي الإفريقي بين الذاكرة والتاريخ“.
ويأتي تنظيم هذه الندوة في إطار أنشطة المؤسسة التي تسعى من خلالها تفعيل وتنزيل أهدافها المتعلقة بإحياء التراث الثقافي الإفريقي الإسلامي المشترك من خلال التعريف به ونشره والعمل على حفظه وصيانته.
وشارك في هذا الحدث العلمي الدولي، نحو 400 مشارك من العلماء والباحثين والجامعيين من 34 دولة، لمناقشة وتحليل مكنونات التراث الإسلامي الإفريقي، ومكوناته ومراحل تطوره، والمساهمات التي أثرته عبر التاريخ من لدن الدوائر المختلفة والشخصيات البارزة لا سيما العلماء والفقهاء والصوفيون.
وأنهت الندوة أشغالها التي استمرت ثلاثة أيام والتي تعد أول حدث علمي من نوعه في القارة الإفريقية وعلى المستوى الدولي، بإصدار عدد من التوصيات من بينها تأسيس هيئة علمية تسهر على صيانة المخطوط الإفريقي الإسلامي وتعنى بالإشراف على جرده، وفهرسته ورقمنته.
ودعت الندوة لعقد دورات تكوينية في تحقيق المخطوطات الإفريقية وصيانة التراث الإفريقي الإسلامي في البلدان الإفريقية لتعميم العلوم المتعلقة بإنقاذ المخطوط وحفظه.
كما دعا المشاركون الى إقامة اتفاقيات شراكة بين الخزائن الإفريقية والعالمية لصيانة المخطوط الإفريقي.
وحثوا على تنظيم ندوات وأيام أخرى في موضوع التراث الإفريقي الإسلامي في باقي البلدان الإفريقية لتعميق النظر في التدابير الواجب اتخاذها من أجل صيانة المخطوطات، وجمع التراث الشفهي الإفريقي وتوثيقه.
كما دعوا لإنشاء فهارس وطنية وإقليمية للمخطوطات المتاحة على المستوى المحلي والإقليمي والقاري، ويفضل أن يكون ذلك من خلال مشروع شبكة رقمية.
وتضمنت التوصيات ترجمة كاملة لسلسلة جون هونويك Hunwick عن الأدب العربي لإفريقيا إلى اللغة العربية، علاوة على إعداد خطة لترميم وإصلاح خزائن المخطوطات.
وأكدت الندوة في توصياتها أهمية وضع مناهج دراسية في علم المخطوطات في الجامعات والتدريب في جميع الجوانب الفنية للمخطوطات، بما في ذلك الإصلاح والحفظ والرقمنة، ثم تبادل البطاقات الببليوغرافية بين المكتبات الإفريقية على غرار المكتبات الأجنبية، مما سيساعد الباحثين والمختصين في التعرف على تعدد واختلاف نسخ الكتاب التراثي المخطوط.
ودعا المشاركون لنشر الذخائر وتحقيقها متى توفرت الأسباب والإمكانات البشرية والمادية وذلك وفق خطة تقوم على تحديد الأولويات، ويتم الاتفاق عليها سلفا بين مراكز البحث والمختصين في هذا المجال..
عن ومع بتصرف
المصدر : https://dinpresse.net/?p=15843