دين بريس
شهدت عدة كنائس في النرويج وأوروبا الشمالية، الأربعاء الماضي، قرع أجراسها في وقت موحد، عند الساعة الثالثة بعد الزوال بتوقيت وسط أوروبا، استجابة لدعوة أطلقها مؤتمر أساقفة الكنيسة النرويجية، في خطوة رمزية وصفت بـ”الاستثنائية”، تهدف إلى التعبير عن التضامن مع سكان قطاع غزة في ظل الكارثة الإنسانية المتواصلة التي أودت، بحسب التقديرات، بحياة أكثر من 60 ألف شخص.
وأكد بيان صادر عن الكنيسة النرويجية أن هذه المبادرة تأتي نتيجة شعور عميق بالمسؤولية الإنسانية والروحية إزاء ما وصفته بـ”الوضع غير المسبوق”، مشيرا إلى أن استخدام أجراس الكنائس في مثل هذه السياقات نادر، ولا يتم إلا حين تتطلب الظروف موقفا أخلاقيا قويا.
وقال الدكتور أولاف فيكسي تفيت، الأسقف الرئيس للكنيسة النرويجية، إن الدعوة جاءت استجابة لحجم المأساة التي يعيشها المدنيون في غزة، مضيفا: “نحن بحاجة إلى فعل رمزي يجمعنا في الصمت والصلاة واليقظة الأخلاقية”.
وشهدت المبادرة تجاوبا واسعا، إذ أكدت تقارير إعلامية مشاركة أكثر من 300 كنيسة نرويجية، إلى جانب كنائس أخرى في السويد وآيسلندا وفنلندا.
وأعلنت الكنيسة السويدية عن قرع أجراسها خلال قداسات الأحد، فيما أشار أساقفة الكنيسة الفنلندية إلى أن الكاتدرائيات التسع الكبرى في البلاد ستنخرط في الحملة، كما شددت الكنيسة الآيسلندية على أن “الصمت لم يعد خيارا”، داعية رجال الدين إلى الانخراط الفعلي في هذا النداء الإنساني.
وتأتي هذه الخطوة بعد أشهر من إصدار الكنيسة النرويجية بيانا طالبت فيه بوقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن الأسرى، وتأمين ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع، إضافة إلى وقف الاعتداءات على المدنيين في الضفة الغربية.
وتمثل هذه المبادرة الكنسية موقفا لافتا ضمن الحراك العالمي المتنامي للتضامن مع غزة، وتُعيد التأكيد على أن صوت الضمير الديني والأخلاقي ما زال قادرا على تجاوز الحواجز الجغرافية، وإيصال رسائل واضحة ضد الحرب ومع الإنسانية.