أحمد جاويد ـ کابل / أفغانستان
وجهت رئاسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر في ولاية ‘قندهار’ عاصمة الإمارة الإسلامية أمرا شفويا لکل من رئاسة الصحة العامة و رئاسة التربية والتعليم، مفاده أن الموظفات و العاملات لدى القطاعين الصحي و التعليمي يلزمهن مرافقة محارمهن الشرعيين في ذهابهن إلى أماکن وظائفهن، و إيابهن.
و جاء تطبيق هذا الشرط الجديد، الذي يعتبره البعض محدودية أخرى فرضت على النساء، بعد مرور 500 يوم على الحظر الأول المفروض. والحقيقة أن هذا الشرط ليس جديدا بل إن طالبان قد أشارت إليه لمرات عديدة من قبل ضمن المسودة التي صرحت بها فيما يتعلق ببرنامج عمل المرأة وتعليم الفتيات.
وترى طالبان أنه حان الوقت لتنفيذ مثل هذا القرار لإحياء شعيرة إسلامية قد غيبت. وهذا الأمر الجديد لا ينطبق فقط على موظفات القطاع الصحي و التعليمى بل تسعى طالبان لتنفيذه على مستوى المجتمع، في الطرقات والأسواق و السفر.
وتسلک حکومة طالبان منهج الصبر والتدرج في مختلف الميادين نظرا للبيئة الجديدة التي خلفها الاحتلال. فمثلا متعاطي المخذرات كالهيروين نجدها لا تقصر في النصح لهم و توفير الاسعافات الأولية للتخلص من إدمانها. مسألة العَلَم الوطني لأفغانستان بالألوان الثلاثة ترفضه طالبان رفضا و تعتبره رمزا للخيانة إلا أنها تتدرج فـي تفهيم الناس. أيضا التقويم الهجري الشمسي مرفوض عندهم شرعا، لکنه متداول اليوم حتى في الأطر الحکومية ، لکنهم في يوم من الأيام سينسفونه نسفا و يبدلونه بالتقويم الهجري القمري، التقويم الإسلامي.
ولا يخفى على أحد الدور الهام للمرأة المسلمة في انتشار العلم وتوسع جغرافية الإسلام عبر التاريخ منذ بعثة الرسول الأکرم محمد بن عبد الله ﷺ، فأم المٶمنين السيدة خديجة الکبرى (ض) هي أول امرأة بل أول إنسان على الأرض آمن بالإسلام، و ضحت بالغالي و النفيس لنصرة هذا الدين و أصبح شغلها الشاغل بعد أن کانت مشتغلة بالتجارة والاقتصاد . وکفى بهذا شرفا و فخرا للمرأة. ثم السيدة عائشة (ض) التي ساهمت في نشر العلم، ثم الصحابيات اللواتي نلن شرف البيعة الدينية و السياسية، و تحملن الاضطهاد، القتل، الضغوط الإقتصادية و السياسية و تحملن مشقة الهجرة من أوطانهن.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=19548