15 مايو 2025 / 12:44

أرقام وتوجهات جديدة في الديموغرافيا الدينية بأمريكا لعام 2024

تكشف نتائج “إحصاء الديانة في أمريكا 2024” الصادر عن معهد الأبحاث العامة (PRRI) عن استمرار التحولات البطيئة في الخارطة الدينية للولايات المتحدة، مع تسجيل استقرار نسبي في نسب الانتماء الديني مقارنة بسنة 2023، وفق عينة تمثيلية شملت 40 ألف شخص من مختلف الولايات.

ويُظهر التقرير أن ثلثي الأمريكيين (65%) لا يزالون يعرفون أنفسهم كمسيحيين، منهم 40% من المسيحيين البيض و25% من المسيحيين الملوّنين، هذه الأرقام لم تتغير كثيرا عن العام الماضي، حيث بلغ إجمالي المسيحيين آنذاك 66%.

ويسجل التقرير استمرار تراجع المسيحيين البيض، الذين انخفضت نسبتهم من 47% سنة 2013 إلى 40% سنة 2024، وفي المقابل، ترتفع نسبة غير المتدينين بشكل مطرد، لتبلغ 28% هذا العام، وهو أعلى رقم يُسجل منذ عقد. أما نسبة معتنقي الديانات غير المسيحية، كاليهودية والإسلام والهندوسية والبوذية، فقد استقرت عند حدود 6%.

ويبرز التقرير تفاوتا لافتا بين الأجيال، فبينما يظل 57% من الأمريكيين الذين تفوق أعمارهم 65 سنة يعرفون أنفسهم كمسيحيين بيض، تنخفض النسبة إلى 28% فقط بين فئة الشباب (18-29 عامًا)، كما ترتفع نسبة اللادينيين بين الشباب إلى 38%، مقابل 18% فقط في أوساط كبار السن.

ويربط التقرير بين الانتماء الديني والانتماء السياسي، ففي صفوف الجمهوريين، ما زال 84% يعلنون انتماءهم للمسيحية، يتصدرهم البيض الإنجيليون والكاثوليك، أما الديمقراطيون، فتميل نسبتهم إلى التوزيع بين المسيحيين الملوّنين (35%) واللادينيين (34%)، في حين لا يتجاوز المسيحيون البيض داخل الحزب نسبة 23%.

يلفت التقرير الانتباه إلى الاختلافات الدينية بين المجموعات الجنسية، حيث لا يتجاوز حضور المسيحية بين الأمريكيين من مجتمع الميم (LGBTQ) نسبة 37%، مقابل 69% في صفوف المستقيمين جنسيا، كما تبلغ نسبة اللادينيين بين أفراد مجتمع الميم 54%، وهي ضعف النسبة المسجلة بين باقي الأمريكيين.

ويعتمد هذا الإحصاء على عينة تمثيلية تشمل 40 ألف مشارك، اختيروا وفق منهجية علمية صارمة من قاعدة بيانات مكتب البريد الأمريكي، لضمان التمثيلية الجغرافية والديموغرافية، واعتمد في وزن النتائج على بيانات دقيقة من دراسات وطنية رسمية، مع هامش خطأ لا يتجاوز 0.69%.

وتقدم هذه المعطيات رؤية دقيقة لتغيرات البنية الدينية في المجتمع الأمريكي، وتسلط الضوء على تراجع المسيحية البيضاء، وتنامي اللادينية، والتفاوتات بين الأجيال والفئات السياسية والثقافية، ما يعكس دينامية مستمرة تعيد تشكيل هوية البلاد الدينية.